الإمبراطور :
وأين حامية المدينة، بل أين قوادي؟ إذ لا بد من قمع هذه الثورة أولا، وإلا فشلنا في كل مكان.
المستشار :
الحامية ثارت مع الأمة، أما قواد جلالتكم فالبارع البارع منهم هو الذي ينكركم، ويلقي تبعة الحرب كلها عليكم.
الإمبراطور :
وبرنهاردي والعلماء الذين نصروني؟
المستشار :
برنهاردي هذا - لكي يتقي غضب الأمة - هو ينشر فصولا في الجرائد، يقول فيها إنهم لم يفهموه، فهو لم يحبذ الحرب اليوم، بل تكلم عنها في الماضي، يوم كان الإنسان أقرب إلى الهمجية، وأما اليوم فهو يعتبر أن الحرب بما وصل إليه الإنسان من العلم والصناعة خسرانا على المتحاربين سواء فيها الغالب والمغلوب، وهو لا يجوزها اليوم إلا ضد الأقوام المنحطين فقط لمصلحة العمران الكبرى، وأما الحرب الجائزة اليوم بين الأمم الراقية فهي المباراة في كل ما يعمر لا فيما يدمر، وأما العلماء؛ فأنكروا أنهم هم الذين وقعوا المنشور الشهير، وقالوا إنه مزور عليهم.
الإمبراطور :
خسئوا جميعهم، ما أدناهم! وإنه ليخطئ الملوك أن يركنوا إلى المتزلفين، وأن يتخذوا حاشيتهم من صنائعهم، فإن هؤلاء الصنائع يمكرون بك يوم سعدك، ويخونونك يوم بؤسك، فهم خائنون في الحالين. وأنت لو لم يتخذوك شريكي في الجرم لما بقيت مخلصا لي. (كبير الحرس يدخل وبيده تلغراف يقرؤه المستشار.)
صفحة غير معروفة