هذا والبرهمية تقوم على جعل الأسرة وحدة دينية، والطائفة مؤسسة على الأسرة ومعها قسيسها البرهمي. وعند «ب لرازان» في ص338 من كتابه «نظرية الحكومة في الهند القديمة» أن الفكرة الأساسية في «الطائفة» تقوم على أن الفرد لا يعيش لنفسه، وأن السلطة والمكانة والامتيازات وخيرات الدنيا ينبغي أن تكون موزعة طبقا للأعمال.
بين البوذية والبرهمية
قامت في الهند حركة عقلية كان من أثرها الدعوة إلى إصلاح الدين وذلك بنبذ الفيدا وملحقاتها الآنفة الذكر، ووضع «البوذية». وقد لبث الخلاف بين الرجعيين والمصلحين قرنين، وقد أتيح بعدهما «للبوذية» الغلبة على البرهمية خاصة في عام 327ق.م. حين غزا الإسكندر سهول البنجاب. غير أن البرهمية عادت إلى غلبتها في الهند، في حين أن البوذية تغلبت على غيرها من العقائد في الصين واليابان كما أوضحنا في «الفصل الرابع».
الفصل السادس
الفيدا كتاب الهندوس المقدس
الفيدا هو الكتاب الذي جمع الأساطير والأغاني والصلوات والترانيم والأشعار التي راجت خلال الغارات والغزوات القديمة. و«الفيدا» على هذا - هي الكتاب المقدس عند الهندوس الذين يعتقدون أنه وحي من الله موجه إلى قادة الماضي وأنبيائه وعنهم تلقاه «البراهمة»؛ أي طبقة الكهنة أو القسس.
الأدب الهندوسي واللغة السنسكريتية
والفيدا، إلى أنه كتاب تاريخ وعقيدة وحكمة، يعد أقدم الأدب الآري، فهو يتألف من كتب الفيدا الأربعة باللغة الفيدية وهي، إلى أنها أقدم أشكال اللغة السنسكريتية ، فإنها لغة المنشدين من الكهنة؛ أي لغة الخاصة، هذا والفيدا معناها «القصة المقدسة»، إذ إنها عند الهندوس موحى بها، في حين أنهم يعدون ما جاء بها من صنوف السامهيتا (المجموعات) كتعاليم متوارثة. وكان الهندوس يحفظون كتب الفيدا عن ظهر قلب حتى بعد أن عرفوا الكتابة وإلى نحو نهاية عصر الفيدية كانوا يتناقلون الكتب مشافهة في دقة لا خطأ فيها.
أما اللغة السنسكريتية، ومعناها الحرفي (الموضوعة معا) فهي ما تطورت إليه اللغة الفيدية، وكانت لغة البراهمة وأرستقراطيي الآريين أو لغة أرض الآريين. أما العامة فكانوا يتكلمون بالباركريتية كما كانت اللغتان الفرنسية النورماندية والساكسونية منتشرتين في إنجلترا بعد الفتح. هذا وقد لبثت اللغة السنسكريتية لا تتغير أكثر من ألفي سنة، غير أن لغة الكلام في الهند قد تفرعت من السنسكريتية إلى 222 لغة أو لهجة، ترجع إلى خمس لغات أصلية: (1)
أقدمها الأوسترية:
صفحة غير معروفة