ما يشرع مسحه وما لا يشرع.
١٦٨- وقد صح عن النبي ﷺ وأصحابه والتابعون، فلم يمسحوا إلا الركنين اليمانيين، ولم يمسحوا سائر جوانب البيت ولا مقام إبراهيم الذي هناك، فكيف بمقام إبراهيم في تلك البقعة ومقام غيره من الأنبياء والصالحين.
١٦٩- وقد قال الله في كتابه: ﴿وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ (نوح:٢٣)
١٧٠- قال طوائف من الصحابة والتابعين: "هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم لما طال عليهم الأمد صوروا صورهم، وكان ذلك مبدأ عبادة الأوثان"١.
١٧١- ولهذا قال النبي ﷺ ما رواه مالك في "الموطأ"٢: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد".
_________
١ راجع: البخاري (٤٩٢٠) عن ابن عباس ﵁، وتعليق الحافظ في "الفتح" (٨/٦٦٧)، و"تفسير ابن جرير" (٢٩/٩٨، ٩٩) عن محمد بن قيس. وراجع أيضا: "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" لعبد الرحمن بن حسن (٢٨٧-٢٨٣) .
٢ الموطأ (٨٥) عن عطاء بن يسار مرسلا وابن أبي شيبة (٣/٣٥٤) عن زيد بن أسلم مرسلا ووصله أحمد (٢/٢٤٦) من حديث أبي هريرة، والبزار (٤٤.- كشف الأستار) من حديث أبي سعيد الخدري، وصححه الألباني في "تحذير الساجد" (١٨، ١٩) .
1 / 67