المسائل والأجوبة لابن قتيبة

ابن قتيبة ت. 276 هجري
34

المسائل والأجوبة لابن قتيبة

محقق

مروان العطية - محسن خرابة

الناشر

دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

تصانيف

والعرب أيضًا تدعو الزنى خُبْثًا وخِبْثَةً (١). وفي الحديث: "أنَّ رجلًا وُجِدَ مع امرأة يَخْبُثُ بها" (٢) أي يَزْني بها. واللهُ ﷿ يقولُ: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ﴾ (٣)، وفي بعضِ الحديثِ (٤) أيضًا "يكونُ كذا إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ" (٥) يُرادُ الفُسوقُ والفُجورُ. وكُلُّ قَذَرٍ ونَجَس فهو خَبَثٌ، قَالَ تعالى: ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (٦)، ومن هذا قيل: خَبَثُ الحديد، يُرادُ بهِ قَذَرُهُ ورديئُهُ (٧) الذي ينفيهِ عنه الكيرُ (٨). والخِبْثَةُ قد تكون ... في (٩) البيع، والفسادُ في (١٠) السِّباءِ. تقولُ العَرَبُ هذا سَبْيٌ طَيِّبٌ إِذَا كان [صحيحَ السبْيِ] (١١).

(١) انظر اللسان والتاج (خبث). (٢) رواه ابن ماجة رقم ٢٥٧٤ في الحدود، وأحمد في المسند ٥/ ٢٢٢، وانظر النهاية في غريب الحديث ٢/ ٦، وغريب الحديث لابن الجوزي ١/ ٢٦٠، واللسان والتاج (خبث). (٣) الآية ٢٦ من سورة النور. (٤) في ط: "الأحاديث". (٥) رواه البخاري ٦/ ٢٧٤ في أحاديث الأنبياء، ومسلم رقم ٢٨٨٠ في الفتن، والترمذي رقم ٢١٨٨ في الفتن، وابن ماجة رقم ٣٩٥٣ في الفتن، ومالك في الموطأ ٢/ ٩٩١ في كتاب الكلام، وأحمد في المسند ٦/ ٤٢٨ و٤٢٩. وانظر النهاية ٢/ ٦، وغريب الحديث لابن الجوزي ١/ ٢٦٠ واللسان والتاج (خبث). والخبث: بفتحتين، أو بضم فسكون. قال النووي: "الخبث؛ هو بفتح الخاء والباء. وفسره الجمهور: بالفسوق والفجور. وقيل: المراوبة: الزنا خاصة. وقيل: أولاد الزنا. والظاهر: أَنَّهُ المعاصي مطلقًا ... " ومعنى الحديث: أن الخبث إِذَا كثر، فقد يحصل الهلاك العام، وإن كان هناك صالحون. (٦) الآية ١٥٧ من سورة الأعراف. (٧) كلمة (ورديئه) ليست في ط. (٨) انظر اللسان والتاج (خبث) والكير: الزِّقّ أو الجلد الغليظ الذي ينفخ فيه الحدّاد. (٩) كلمة مطموسة في الأصل من أثر الرطوبة لم تتضح قراءتها، ويستقيم المعنى بوضع عبارة "العلّة في فساد". والله أعلم. (١٠) قولُه: (البيع والفساد في) ليس في ط. (١١) ما بين قوسين مطموس في المخطوط وأثبتناه من المطبوع.

1 / 36