المسائل والأجوبة لابن قتيبة
محقق
مروان العطية - محسن خرابة
الناشر
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
تصانيف
١٠٠ - سألتَ عن قولِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: ﴿وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (١). وقولِهِ: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَو نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيرٍ مِنْهَا أَو مِثْلِهَا﴾ (٢). وقلتَ: هل في القرآن شَيءٌ أحسنُ من شَيءٍ؟ .
• والذي عندي في قولهِ: ﴿وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾. أن معناه اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم. وقد يأتي أَفْعَلُ في مَعْنى فاعِلٍ وأَشْباهِها، ولا يُرادُ بها أفعلُ من كذا، كقولِهِم: فلانٌ أَوْحَدُ، يُرادُ به واحدُ زَمانِهِ (٣)، وفلانٌ أَمْيَلُ عن الحقِّ وأَنْكَبُ: يُرادُ بهِ [مائلٌ] (٤) وناكبٌ (٥)، وفلانٌ أَوْجَلُ أي وَجِلٌ (٦)، قال الشاعر (٧):
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأَوْجَلُ ... على أيِّنا تَعْدُو المنيّةُ أَوَّلُ (٨)
(١) سورة الزمر الآية ٥٥.
(٢) سورة البقرة الآية ١٠٦.
(٣) انظر القرطبي ١٥/ ٢٧٠، واللسان والتاج (وحد).
(٤) كلمة مائل ساقطة من الأصل وبها يستقيم الكلام.
(٥) انظر اللسان والتاج (ميل ونكب)، والمقتضب ٣/ ٢٤٥ و٢٤٧.
(٦) انظر اللسان والتاج (وجل).
(٧) هو معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني: شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإِسلام. له مدائح في جماعة من الصحابة. رحل إلى الشام والبصرة. وكف بصره في أواخر أيامه. مات في المدينة سنة ٦٤ هـ. خزانة البغدادي ٣/ ٢٥٨، والأعلام ٧/ ٢٧٣.
(٨) انظر ديوانه ص ٥٧ - ٦٠ والحماسة ١١٢٦، واللسان والتاج (وجل)، وحماسة البحتري =
1 / 274