252

المسائل والأجوبة لابن قتيبة

محقق

مروان العطية - محسن خرابة

الناشر

دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

تصانيف

٩٠ - سألتَ عن: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (١) وقلت: ما في هذا من الفائدة، وقد يُحْمَدُ غيرُ اللهِ على أفعالِهِ وخلائِقِه، وإذا جاز ذلك فقد صار الحمدُ أيضًا لغيرِهِ جلّ وعزّ؟ . • ونحن نقولُ: إنّهُ أُريد بهذا مَعْنَى كمالِ الحمدِ وتمامِه، فإنّه لا يُحْمَدُ أَحَدٌ على كُلِّ حالٍ غَيرُهُ، ألا ترى أنّ الرجلَ قد يُحْمَدُ في حال، ويُذَمُّ في حالٍ، والله ﵎ محمودٌ على كُلِّ حالٍ في السَّرَّاءِ والضَّرَّاء، وفي الشِّدَّةِ والرَّخاء، فصار الحمدُ لله خالصًا، ولم يكن لغيرِهِ خالصًا، وجاز أن يُقالَ: الحمدُ لله، ولم يَجُزْ أَنْ يُقالَ: الحمدُ لفلانٍ، إِنما يُقالُ: أنا أَحْمَدُ فلانًا، وأَشْكُرُ لَهُ. هذا وما أشبَهَهُ، لأنَّهُ قد يكونُ مَذْمومًا لم يجز أن يُقالَ: الحمدُ للهِ إذا كان لم يُخْلَصَ له في كلِّ الأوقات، وكلِّ الأحوالِ (٢).

(١) سورة الفاتحة الآية ١. (٢) انظر القرطبي ١/ ١٣٣ - ١٣٦.

1 / 254