المسائل والأجوبة لابن قتيبة
محقق
مروان العطية - محسن خرابة
الناشر
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
تصانيف
٣٤ - سَأَلْتَ عَنْ قَوْلِ اللهِ ﵎: ﴿أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ﴾ (١)، وقُلْتَ: ما الكتابُ مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ؟ .
• وكأنّكَ تَوَهَّمْتَ شَيْئًا. ولَيْسَ الكِتابُ عِنْدي في هذا المَوْضِعِ - واللهُ أَعْلَمُ - إلا الحُكْمَ. وكذلك قولُ اللهِ ﷿: ﴿كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ﴾ (٢) أَيْ فَرَضْنَا، وَحَكَمْنَا. وقَوْلُهُ: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ﴾ (٣) أي فَرَضْتَهُ.
وكذلك قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ: "لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُما بِكِتَابِ اللهِ" (٤) أي بِحُكْمِ الله، فَكَأَنَّهُ أَرادَ أَعِنْدَهُمْ الغَيْبُ فَهُمْ يَحْكُمُونَ (٥). وَيَقُولُونَ: نَفْعَلُ بِكَ كَذا، ونَضْرِبُكَ (٦)، ونَقْتُلُكَ، وَتَكُونُ العاقِبَةُ عَلَيْكَ. هذا وما أشبهه.
_________
(١) سورة الطور الآية ٤١، والقلم الآية ٤٧.
(٢) الآية ٥ من سورة المائدة، والآية ٦٦ من سورة النساء.
(٣) الآية ٧٧ من سورة النساء.
(٤) رواه البخاري ١٢/ ١٢١ في المحاربين، ومسلم رقم ١٦٩٧ و١٦٩٨ في الحدود، والترمذي رقم ١٤٣٣ في الحدود وأبو داود رقم ٤٤٤٥ في الحدود، والنسائيُّ ٨/ ٢٤٠ و٢٤١ في القضاة، ومالك في الموطأ ٢/ ٨٢٢ في الحدود، وابن ماجة رقم ٢٥٤٩ في الحدود، والدارميُّ ٢/ ١٧٧ في الحدود، وانظر غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٢٦٨.
(٥) الكلام نفسه تقريبًا في اللسان والتاج (كتب).
(٦) ربما قرئت: "ونطردك"، والله أعلم.
1 / 112