============================================================
المسائا المشكلة فصاعدا. فأما الضمير في (عدا) فللقوم، ولا يكون لاما)، لأنك لو جعلته لها لما كان متعلقا بالمستثن منه.
فإن قلت: فكيف لم يكن الضمير في (عدا) جمعا.
فإنه لم يحمع، كما لم يجمع كما في قوهم: أتاني القوم لا يكون زيدا، وأتوني لا يكون عمرا.
وتكون (ما) هذه الي ذكرنا أنها مع الفعل بمعنى المصدر في موضع الظرف الزماني، وذلك نحو قولك: أجلس ما حلست، وأقيم ما أقمت، ولا اكلمك ما اختلف الليل والنهار: ونحو قوله تعالى: وكت عليهم شهيدا ما دمت فيهم [المائدة: 117]، وحقيقته آنه مع الفعل معنى المصدر، كما ذكرنا، والظرف على الحقيقة؛ هو الاسم المحذوف الذي أقيم هذا المصدر مقامه، كأنه إذا قال: أجلس ما حلست، فقد قال: أجلس جلوسك آي: أجلس وقت جلوسك، فحذف الوقت أو الزمن أو ما أشبهه من أسماء الزمان، وأقام المصدر مقامه، كما أقيم المصدر مقام الظرف الزماني في قولهم: جئت مقدم الحاج، وخفوق النحم، وخلافة فلان وما أشبه ذلك مما يحذف فيه اسم الزمان، ويقام المصدر فيه مقامه.
قال سيبويه: وسألته(1) عن قوله: ما تدوم لي أدوم لك فقال: ليس في هذا حزاء من قبل أن الفعل صلة لاما)، فصار منزلة (الذي)، وهو بصلته كالمصدر، ويقع على الحين، كأنه قال: أدوم لك دوامك لي، فاما) و (دمت) كنزلة الدوام، ويذلك على أن الجزاء لا يكون هنا أنك لا تستطيع أن تستفهم باما تدوم) على هذا الحد، ومثل ذلك: كلما تأتيي آتيك، فالإتيان صلة لاما)، كأنه قال: كل إتيانك آتيك، وكلما تأتيني، يقع أيضا على الحين، كما كان: ما تأتيني يقع على الحين، ولا يستفهم بركلما)، كما لا يستفهم باما تدوم) أقول: إن منع سيبويه من أن تكون هذه جزاء أو استفهاما، يدل علة أنه عنده حرف وإذا كان حرفا لم يجز أن يستفهم به، ولا يجازى به أيضا، لأن (ما) في الاستفهام والجزاء اسم كما قدمنا، وكما لا يستفهم باما) هذه اليي تكون مع (1) يعني: الخليل.
صفحة ٩٩