============================================================
المسائا المشكلة يجعل (تعلم) منقولا من (عملت) الذي معنى (عرفت)، أو من (علمت) المتعدى إلى مفعولين، فإن نقلته من الذي معنى (عرفت)، صار المعنى: لتعلم الذي تسند إليه بما استقر له عندك، وهذا فاسد في المعى، لأنك لست تريد أن تعلم المستند إليه ذلك، أي إنما تريد أن يعرفه المخاطب، فلا يكون إذا المنقول من الذي بمعنى (عرفت).
ولا يجوز أيضا أن يكون منقولا من (علمت) الذي يتعدى إلى المفعولين؛ لأنك إذا عديت ذلك إلى المفعول الثاني، لزم تعديته إلى المفعول الثالث عند الجميع، ولا مفعول ثالثا في الكلام.
فإن قلت: يكون المفعول الأول في المعنى مرادا، وكأنك قلت: لتلعم المخاطب الذي تضيف إليه ما استقر له عندك. فذلك فاسد أيضا، لأن المفعول الثالث في هذا الباب يلزم أن يكون المفعول الثاني في المعني، ولا يكون قولك: ما استقر له عندك، قولك: الذي تضيف إليه، فذلك فاسد من هذا الوجه. فإذا لم يجز من ذلك شيء، تبت آن قوله: ما استقر له عندك بدل من: الذي تضيف إليه. ووجدت هذا الحرف في بعض النسخ؛ ليعلم من الذي تضيف إليه ما استقر له عندك وهذا قريب المأحذ لا يحمله فيه.
6 اعلم أن قوله (1). كقول بعضهم في القلة: ملحفة حديدة(2). (جديدة) فيه (فعيل) في معن (فاعل) من الجدة، وأكثر استعمالهم لها بغير الهاء، وإنما كان كذلك، لأنه لما كان على (فعيل) خعل بمنزلة (فعول)، لأنه يكون للكثرة، كما أن (فعولا) كذلك فلم يدخل في مؤنت (فعيل) الذي هو بمعى (فاعل) الهاء في هذا الحرف، كما لم يدخل في (فعول).
ومثل: جديد، في أنه أجرى مجرى (فعول)، لم تدخل فيه تاء التأنيث في المؤنث حروف آخر، وهي: سديس(2)، وكتيبة خصيف(1)، وريح، وحريق، خكي ذلك في 1) يقسد سييويه، (2) انظر: الكتاب 29/1.
(2) شاة سديس: إذا أتت عليها السنة السادسة.
صفحة ٢٣٧