============================================================
المساتا المشكلة الشعر، ولا تفصل شيئا من ذلك في المضمر، وذلك على نحو. فبما رحمةه [آل عمران: 159]، و مما خطيناتهم [نوح: 25]، ول(فبما تقضهم) [النساء: 155]، ولا يجوز شيء من هذا الفصل مع المضمر، ومما جاء في الشعر: كأن أصوات من إيغاهن بنا أواخر الميس أصوات الفراريج(1) كما خط الكتاب بكف يوما يهودي يقارب أو يزيل(2) لله ذر اليوم من لامها(2) ف (اليوم) يكون متعلقا بمعني الفعل في (الله)، إذ لا يجوز حمله على (دن)، ولا على (لامها) للتقلسم على الصلة.
فان قال قائل: كيف استحزتم الاستشهاد بالضرورة في الشعر والاستدلال على ما حاولتم تصحيحه ها؟
قيل له: لم نستشهد بالضرورة، وإنا أرينا فيما استشهدنا به في هذه الأشياء انفصال المظهر المجحرور عندهم من المضمر الججرور، إذ استجازوا الفصل بين المظهر المجرور في الاختيار والشعر، ولم يستجيزوا ذلك في المضمر، لا في ضرورة، ولا في سعة، كما لم يستحيزوا ذلك بين التنوين والمنون ، وإذا كان كذلك ثبت أن المضمر، أدخل في باب الشبه بالتنوين من المظهر عندهم، وكما لم يستجيزوا فيه الفصل، كذلك لم يستحيزوا فيه العطف، وكما استجازوا الفصل في المظهر، كذلك يستيزون العطف عليه.
فإحازة (4) ذلك فاسد في التنزيل خاصة، إذ لم يكن لغة قبيل مطردة كجعل (1) البيت لذي الرمة. انظر: ديوانه ص 76.
(2) البيت لأبي حية النميري. انظر: شعر أبي حية النميري ص163.
(3) هذا عحز بيت لعمرو بن قميئة. انظر: ديوانه ص182، وصدره: لما رأت ساتيلما استحبرت.
(4) يعني: إحازة الفصل بين الاسم والمضمر المحرور المتصل به، وبين حرف الجر والمضمر الحرور به.
صفحة ٢٢٨