205

============================================================

المساتا. المشكلة فإن قلت: فقد أجريت الياء محرى الألف في قلوهم: حيري دهر، ومعدى كرب، فيمن أضاف، وما أنشدكم أبو بكر عن أبي العباس عن يونس: اكاشر اقواما حياء وقد أرى صدورهم باد علي مراضها(1) ونحو ذا مما يكثر في الشعر.

قيل: حيري دهر، نادر شان وما في الشعر من ذلك ضرورق فلا يقاس على شيء من ذلك، ولا تحذف الألف كما حذفت الياء هذه الأشياء: فإن قلت: إن القراعتين على تأويل أبي عثمان كل واحدة بمعنى الأخرى في أن (الأب) مضاف إلى ضمير المتكلم، وليس في تأويل أبي العباس كذلك فهو من جهة المعنى أقوى. قيل: قد تكون القراعتان في تأويل أبي العباس أيضا متفقتين، وذلك أنه إذا فتح، فقال: يا أبت، فقد يجوز أن يريد الإضافة.

قال سيبويه: وإنما يلزمون هذه الياء في النداء إذا أضفت إلى نفسك خاصة، كأفم جعلوها عوضا من حذف الياء وقال: وزعم الخليل أن الهاء في (يا أبت) مثل: الهاء التي في (عمة)، واستدل على ذلك بأنك تقول في الوقف: يا أبه كما تقول: يا عمه.

99 اعلم آن قولهم: واحد، هو عندي اسم على ضربين؛ أحدهما: أن يكون اسما غير صفة، والآخر: أن يكون صفة.

فأما أن يكون اسما غير وصف، فقولهم في العدد: واحد اثنان ف(واحد) هاهنا غير صفة؛ ألا ترى أنه لو كان صفة لوجب آن يكون لها موصوف، ولا موصوف هنا، إنما هو منزلة: اثنين وثلاثةق وما بعد من أسماء العدد، ونظير (فاعل) في كونه اسما غير صفة قولهم: الكاهل، والغارب، وماقي العين، وما أشبه ذلك.

وأيضا فإفم قد كسروا (واحدا) وحدانا، وهذا الضرب من التكسير ليس يكون في اسم الفاعل، إذا كان صفة. إنما ثكسر عليه الأسماء دون الصفات، أو (1) البيت للشماخ

صفحة ٢٠٥