============================================================
المسائا المشكلة كان فيه ذكر فهو منزلته، إذا كان إياه في المعنى. ألا ترى أنك إذا قلت: زيد أبوه منطلق، فسئلت: من آبوه منطلق؟ قلت: زيد. كما أنك إذا قلت: زيد منطلق. فقيل لك: من منطلق؟ قلت: زيد.
فإن قلت: فقد تدخل هذه اللام على الماضي، كما دخلت على المضارع. فما الذي جعل المضارع بدخولها عليه أشبه بالأسماء من الماضي ها؟
فالجواب: أن هذه اللام ليست تلك لكنها التي إذا دخلت على المضارع لزمته النون الثقيلة أو الخفيفة بدخولها، وصار للمستقبل دون الحال، وتلك اللام تدخل على الفعل الذي للحال.
والدليل على اها ليست إياها: أها لا تعلق الفعل الذي قد يلغى، كما تعلقه تلك لأها لا ينوى ها أول الكلام، كما ينوى بتلك التي تدخل في المضارع في خبر (أن) أوله. تقول: علمت أن زيدا لقام، وعلمت أن عمرا لينطلقن، فلا تعلق الفعل ويعمل علمت في (أن)، إذ لا مانع من تسليطه عليه، كما كان لام الابتداء منع الفعل من تسليطه على أن النية به أول الكلام.
فتبين أن هذه اللام ليست تلك وأن تلك، تدخل على فعل الحال، إذ لو لم تدخل على فعل الحال لزمته إحدى النونين، وذلك في اللغة الفاشية. على أن سيبويه حكى أهم يقولون: زيد ليفعل.
ولما يقع فعل فلا يدخلون النون. والجيدة الكثيرة عنده هي الأولى، فعلي هذه اللغة يبغي أن لا تعلق الفعل، كما لا تعلقه إذا دخلت إحدى النونين، فأما الآية(1) فإنها يحمل الفعل فيها على اللغة الجودى وهي أن يكون الفعل فيها للحال دون الاستقبال.
فإن قلت: كيف، وقد علقت بقوله(يوم القيامةل4 [النحل: 124] ،وهو مستقبل؟
فالجواب: أنه حكاية للحال في ذلك الوقت، كأنه خبر عن الله عز وجل في ذلك اليوم، ووصفه تعالى به. ونظيرها في الحكاية الحال فوجد فيها رجلين يقسلان هذا من شيعته وهذا من عدوه [القصص: 10]، فأشير إليهما كما يشار إلى الحاضر إرادة لحكاية الحال، وإن كانت القصة فيما مضى: (1) وهي : وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كائوا فيه يختلفون) [النحل: 124] .
صفحة ٢٠