============================================================
المسائا المشكلة وتلين، كما يقع نحو هذا في الأحرف الأخر، فلهذه الوسائط التي ذكرناها وقع الابدال في هذه الهمزات، وإن كانت مختلفة الأصناف.
قال سيبويه: علباوان اكثر من قولك: كساوان في كلام العرب لشبهها (حمراء): وجواب آخر في قلبهم الهمزة واوا في تثنية (حمراوان) ونحوه، وهو: إنا نقول: إنه لو لم تقلب الهمزة واوا في التثنية فقيل: حمراءان، لوجب في الجمع الذي على حد التشنية الألف والتاء أن تقول: حمراءات، لانتظام هذا الضرب من الجمع ما في تثنيته، فكان تحتمع علامتان للتأنيث في الاسم، فوجب إبدال هذه الهمزة في التثنية، لما وجب حذف تاء التأنيث من هذا الجمع، وذلك قولك: مسلمات.
فإن قال قائل: هلا ثركت في التثنية ولم تبدل، كما تركت التاء فيها، ولم تبدل في مثل: قائمتان، لأنه ليس تحتمع علامتان للتأنيث، كما يجتمع في الجمع، ولا ما هو عوض من علامة التأنيث، كياء النسب؟
قيل له: لو تركته في التثنية ولم تبدل، كما تركت العلامة في (قائمتان) فلم تبدل، لم يخل في الجمع من أحد ثلاثة أشياء: إما أن تحذف، وإما أن تترك فلا تحذف، وإما أن تبدل، فلو حذفت، كما حذفت التاء في (قائمات) لم يسغ، لأن هذه العلامة حرفان، والتاع علامة واحدة؛ وليس حذف حرفين كحذف حرف واحد. ألا ترى: أهم أثبتوا الحرفين في الموضع الذي حذفوا فيه الحرف الواحد، فقالوا في (خنفساء): خنفساوي، وفي قرقرى(1). قرقري، فكما لم يحذفوها في هذا الموضع لما كان حذفها إحجافا ومستكرها، كذلك لم يحذفوها في الجمع، وأيضا فإن هذا أبعد من الحذف من التاء منها، لأن التاء تتغير في الوقف، وهذا لا يتغير فيه ولا يعتل، وما كان تغيره واعتلاله اكثر، كان في الحذف أدخل، ومن اللزوم أبعد. ألا ترى: أها والألف لما كانتا لازمتين كسروا الاسم عليها، فقالوا: صحاري، وصلافي(2)، وذفاري، فلما كان لها من المزية على التاء ما ذكرنا وحب أن لا يجري محراها في الحذف.
(1) قرقرى: أرض باليمامة.
(2) الصلافي: جمع صلفاء وهي الأرض الشديدة.
صفحة ١٩٢