============================================================
المسائا المشكلة وهذا موضع ابتداء، ألا ترى: إنك لو حيت بالفاء فقلت: إن تأتي فأنا خير لك، كان حسنا، وإن لم يحمله على ذلك رفع، وجاز في الشعر كقوله: ....... الله يشكرها.
ومثل الأول قول هشام المري: فمن نحن ثؤمنه يبت وهو آمن ومن لا يجره يمس منا مفزعا يريد: أن زيدا يرتفع بعد (إن) وأخواها من الكلام الذي يجازى ها بفعل مضمر يفسره ما بعده، كما ينصب كذلك وإنما قال في الشعر، لأن الفصل بين المضارع و (إن) مما يجوز في الشعر دون الكلام، وليس كالماضي في هذا لظهور الجزم فيه، كما لم يكن في حذف الجواب نحو: أنت ظالم إن فعلت، مثل المضارع، ألا ترى: أن هذا مستحسن في الكلام، وكذلك قولهم: آتي من أتاني أن تجعلها المجازية والموصولة، ولو قلت: آتي من يأتي، لكان الجزم قبيحا لا يجوز إلا في الضرورة.
وإنما قبح الفصل بين (إن) إذا حزمت وبين فعل الشرط، لما يصير فيها من مشاهة (لم) في ظهور الجزوم بعدها، وإذا وقع بعدها (فعل): حسن الفصل، لأن (لم) لا يقع بعدها (فعل)، فلهذا حسن: إن زيد فعل، وجاز في الكلام، وقبح: إن زيد يفعل، وجاز في الضرورة دون الكلام.
فإن قلت: فهل يجوز الفعل في (لم)، إذا جزمت في الضرورة دون الكلام، كما جاز في (إن) وأخواقا؟
فذلك في (لم) أقبح منها في حروف الجزاء، لأن (إن) قد اتسع فيها ما لم يتسع في سائر الجازمة، بإيقاع الماضي والمضارع بعدها، وحذف الفعل معها في نحو: إن خيرا فخير، وسائر حروف الجزاء غير (إن) تدخل في الاستفهام، وتكون موصولة عمنزلة (الذي) فالفصل في المجازية بين المضارع وبينها أحسن منه في (لم) وأخواقها، لأن هذه ملازمة وجها واحدا، وليس فيها ولا ها من التصرف ما للمجازية. وإن جاء شيء منه في شعر فللتشبيه بالمجازية. ولا يكون في حسنها وقوقا، وقد قال ذو الرمة: فأضحت مغانيها قفارا بلاذها كان لم سوى أهل من العين تؤهل وقوله: إن تأتي زيد يقل ذلك، حاز على قول من قال: زيدا ضربته.
يريد: إن زيدا في قولك: إن تأتني يقل ذاك مرتفع بفعل مضمر، (يقل)
صفحة ١٨٢