============================================================
المسائا. المشكلة فالوجه فيه التخفيف، ولا مساغ له غيره في العربية.
وأخبرني أبو بكر، عن أبي العباس، قال: أنشدني أبو عثمان للفرزدق: فما تك يا بن عبد الله فينا فلا ظلما تخاف ولا افتقارا(1) قال: يريد. كم كنت فينا؛ فأدخل (ما) على (كم). هذا لفظ كتابي عن أبي بكر.
24 من ذلك ذكر سيبويه: كائن، وإنشاده لعمرو بن شأس(2).
و كائن رددنا عنكم من مدجج يجيء أمام القوم يردي مقنعا(4 ولم يذكر كيف (كائن) من (كأين). والقول في ذلك: أنه مقلوب، وحقيقة ذلك وبسطه: أن الأصل (كأي) بالكاف زائدة للتشبيه داخله على (أي)، ثم أخرت الهمزة، وقدمت الياء فصار كييء. فقدمت الياعان، وأخرت الهمزة، تقديره: كيع، ولحق الهمزة التتوين، كما كان يلحق الياء المدغم فيها، وإنما جاز هذا القلب فيما هو مركب من كلمتين، وحكم هذا القلب أن يكون فيما كان من كلمة واحدة كرقسي)، و(ملك) ونحوه، لكثرة استعمالهم الكلمة، وكوها لذلك بمنزلة الكلمة الواحدة.
الا ترى: أن الكاف لا موضع لها من الإعراب حسب ما لأكثر الجارة مع محرورها، فعوملت في ذلك معاملة الفرد وإن كان مركبا، ونظيره قوهم: لعمري لأفعلن، ورعملي لأفعلن، حكي لنا أحمد بن يحى عن العرب، فقلب قلب المفرد، والكلمة الواحدة، لما كثر هذا الاسم مع هذا الحرف، فبهذا القلب.
ثم حذفت الياء الثانية المفتوحة المدغم فيها، كما حذفت من كينونة وصيرورة، فبقيت الياء الأولى ساكنة، ثم أبدلت من الياء الثانية الألف، كما أبدلت منها في قولهم: طائي، والأصل: طبئ، لأهم يقولون: طبى. فاعلم، ثم يقولون: طيئ، فاعلم، مثل: ميت، ولين ، ثم يضاف إليه كما يضاف إلى (ميت)، إلا أهم أبدلوا من الياء (1) البيت للفرزدق. انظر: ديوان الفرزدق 193/1.
(2) هو آبو عرار عمرو بن شأس بن عبيدة.
(3) البيت لعمرو بن شأس.
صفحة ١٥٣