============================================================
119 المسائا المشكلة إن مكناكم فيه[الأحقاف: 26]، فحاء النفي بلإن) دون (ما) لتقدم (ما).
ويجوز أن تحمله على حذف (ما) من (سي). وإنباها اكثر، قال سيبويه: إن حذفت(ما) فعربي ومن ذلك (إما) التي في قولك: ضربت إما زيدا وإما عمرا، وهي في المعنى ك(أو) في أنه لأحد الأمرين في الإخبار وغيره، إلا أن الفصل بينها: إني إذا قلت: ضربت زيدا، أو اضرب زيدا، جاز أن اكون أخبرثه بضرب زيد وأنا متيقن، أو أمرته بضربه وأبحته له، ثم أدركي الشك بعد ما كنت على يقين، أو أمرته بضرب غيره بعد أن لم أرد أن يتعداه.
و(رإما) في أول ذكرها تؤذن بواحد من أمرين، فهذا الفعل بينهما، وهذا الاشتراك بينهما، ذكرها التحويون معها في جملة حروف العطف، لا لأنها حرف عطف، ألا ترى: أثها لا تدخل الاسم الذي بعدها في إعراب الاسم الذي قبلها في قولك: ضربت إما زيدا، وليست أيضا ك(لا)، و(حى)، ونحوها من الحروف التي تكون تارة عاطفة، وأخرى غير عاطفة لدخول حرف العطف عليها، ولزومه لها في قوهم: ضربت إما زيدا وإما عمرا.
وبذلك أيضا على أنها ليست عاطفة ابتداؤك بها في نحو: اما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا [الكهف: 86]، وفيما حكاه سيبويه من قولهم: إما أن يقوم وإما أن لايقوم، فيدلك هذا على أنها غير عاطفة لأن حرف العطف لا يخلو من أن يعطف مفردا على مفرد، أو جملة على جملة. وفي كلا القسمين لا يبتدأ به. فإن قلت: ما ثنكر أن تكون كلاحتى)، ونحوه، مما ينتقل فتكون تارة عاطفة و أخرى غير عاطفة؟ فقد قدمنا الدلالة على امتناع ذلك.
وسألت أبا بكر عنها فقال: ليست بحرف عطف، وقال: حروف العطف لا يدخل بعضها على بعض، فإن وحدت ذلك في كلام، فقد خرج أحدهما من أن يكون حرف عطف نحو: لم يقم زيد ولا عمرو فالا في هذه المسألة ليست بعاطفة إنما هي نافية، ونحن نحد (إما) لا تفارقها الواو، أعني: المكررة في قولك: ضربت إما زيدا وإما عمرا، فالثانية لا تفارقها الواو، و الأولى لا تدخل الاسم الذي بعدها في إعراب الاسم الذي قبلها، فقد خالف ما عليه حروف العطف.
صفحة ١١٩