مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

محمد بن عبد الوهاب ت. 1206 هجري
77

مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

محقق

-

الناشر

جامعة الأمام محمد بن سعود،الرياض

رقم الإصدار

-

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

مثبتو الرب الخالق الأحد الصمد من المعطلين، و﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ١ فيها التوحيد العلمي؛ فيتميز من يعبد الله من غيره، وإن أقر كل منهما بأن الله رب كل شيء ومليكه؛ ويتميز المخلصون ممن أشرك به، أو نظر إلى القدر الشامل فسوى بين المؤمن والكافر. والله سبحانه له حقوق لا يشرك فيها غيره، وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم، وللمؤمنين على المؤمنين حقوق مشتركة، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ ٢؛ ويدخل في ذلك ألا يخاف إلا إياه كما قال: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ ٣، فجعل الخشية والتقوى لله وحده، وكذلك قوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ﴾ ٤ فجعل التحسب بالله وحده، وجعل الرغبة لله وحده، ولم يأمر قط مخلوقا أن يسأل مخلوقا، وإن أباحه في بعض المواضع، كما في صفة الذين لا يحاسبون، أنهم لا يطلبون غيرهم أن يرقيهم. والقرآن كله يحقق هذا الأصل؛ وقد بعث الله محمداصلى الله عليه وسلم بتحقيقه، ونفى الشرك بكل وجه حتى في الألفاظ كما قال: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد" ٥. والعبادات المشروعة كلها تتضمن إخلاص الدين لله تحقيقا لقوله: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ ٦ فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده، والصيام لله وحده،

١ سورة الكافرون آية: ١. ٢ سورة النحل آية: ٣٦. ٣ سورة النور آية: ٥٢. ٤ سورة التوبة آية: ٥٩. ٥ أبو داود: الأدب (٤٩٨٠)، وأحمد (٥/٣٨٤،٥/٣٩٣،٥/٣٩٨) . ٦ سورة البينة آية: ٥.

1 / 81