7- وسألت عن قول الله عز وجل: { وعلى الله قصد السبيل ومها جائز
} . فقلت: كيف يكون من سبل الله شيء جائز؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: قال في الأم أطعنة قد كنت سألتني وأنا حدث في حياة الهادي إلى الحق عليه السلام، فأجبتك بما أنا مجيبك به الآن إن كنت قد نسيت الجواب الأول فافهمه إن شاء الله.
قال عليه السلام: إن سبل الله جل ثناؤه ليس بجائزة ولا منها شيء جائز، وإنما عنى الله تبارك وتعالى أن من الخلق من يجوز عنها بظلمهم واختيارهم، فالجور منهم هم عن سبيلا لله عز وجل، ولم يجعل تبارك وتعالى شيئا من سبله جائزا ولا غامضا.
8- وسألت عن قوله عز وجل: { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في
الأرض بغير الحق } . فقلت: إذا صرف الناس عن آياته فما حيلتهم في ذلك؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: إن الأمر ليس على ما ذهبت إليه، وإنما المعنى في ذلك أنه عز وجل أنهه يصرف عن آياته الأعداء والمعاندين والمفسدين حتى لا يكيدوها بكيد ولا يقدرون لها على فساد، فقوله عز وجل: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } .
9- وسألت عن قول الله سبحانه: { ولا طائر يطير بجناحيه } .
وقلت: إن الطيران لا يكون إلا بجناحين وإن العرب تستغني بذكر الطائر وتكتفي باسمه عن ذكر جناحين فما معنى ذلك؟
قال في الأم: أظنه قال عليه السلام: هذا تأكيد للكلام وهذا موجود في لغة العرب، يقول الرجل لصاحبه قد جئتك بنفسي، ومشيت إليك برجلي، وكلمتك بلسان، ونظرت إليك بعيني، وسمعتك بأذني، وأعطيتك بيدي، وكل هذا كان سيجزي فيه كلمة واحدة لو قال: جئتك أجزاء عن قوله بنفسي، ولو قال: مشيت إليك أجزاءه عن قوله برجلي، ولو قال لمتك أجزاءه عن قوله بلسانه، وكذلك سائر الكلام على هذا المثل، فافهمه إن شاء الله تعالى.
صفحة ٦