مسائل في الفتن
الناشر
مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
المسألة الثالثة:
أن الفتن متفاوتة منها الصغير ومنها الكبير، ومنها الخاص ومنها العام:
دليل ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي إدريس الخولاني ﵀ أنه كان يقول: قال حذيفة بن اليمان: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي أن يكون رسول الله ﷺ أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري، ولكن رسول الله ﷺ قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله ﷺ وهو يعد الفتن: (منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا، ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار) قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري.
وقد قدمنا في المسألة (الأولى) حديث حذيفة ﵁ لما سأله عمر عن الفتن فبين له أولا الفتن الخاصة بالإنسان في أهله وماله وولده وجاره، ثم سأله عن الفتنة العامة التي تموج كما يموج البحر فأخبره بها.
وفي مصنف ابن أبي شيبة (٨/ ٦٧٢) والسنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني (١/ ٢٨٤) عن طاووس بن كيسان عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال لما قتل عثمان بن عفان ﵁: (إنما هذه حيصة من حيصات الفتن وبقيت الرداح المطبقة التي من ماج بها ماجت به ومن أشرف لها استشرفت له)
والرداح المطبقة هي الثقيلة العظيمة العامة.
1 / 15