مسائل في الفتن
الناشر
مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
المسالة التاسعة:
أن بعض الأزمنة أكثر فتنا من بعضها الآخر ..... فقرن الصحابة ﵃ أقل فتنا من غيره، لاسيما عصر الخليفتين الراشدين - أبي بكر وعمر ﵄، حيث كان عمر أحد الأبواب الموصدة في وجه الفتن حتى كسر ﵁ بقتله فزادت الفتن وانتشرت.
وعليه: فان الفتن في آخر الزمان أكثر وأشد من أوله .. دليل ذلك ما في البخاري عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك ﵁ فشكونا إليه ما نلقى من الحَجّاج فقال: (اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده أشد منه، حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم ﷺ).
وعند الطبراني عن ابن مسعود ﵃ بسند صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٣/ ٢٣) أنه قال: (أمس خير من اليوم، واليوم خير من غد، وكذلك حتى تقوم الساعة)
وروى الخلاّل في (السنة/ ٩٣) بسنده عن معاذ بن جبل ﵁ قال: إنكم لن تروا من الدنيا إلاّ بلاء وفتنة، ولن يزداد الأمر إلاّ بلاء وشدة، ولن تروا من الأئمة إلاّ غلظة، ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلاّ حضره بعده ما هو أشد منه، أكثر أمير وشر تأمير) قال الإمام أحمد ﵀: اللهم رضينا.
- وإنما كان الأمر كذلك والله أعلم لأمور:
أولها: قلة العلم كما مر معنا في أول الرسالة.
1 / 31