مسائل أجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلاني

ابن حجر العسقلاني ت. 852 هجري
16

مسائل أجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلاني

محقق

أبو عبد الرحمن عبد المجيد جمعة الجزائري

الناشر

دار الإمام أحمد للنشر والتوزيع والصوتيات

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

القاهرة - مصر

تصانيف

الفتاوى
وسئل الشيخ شهاب الدين بن حجر ﵁، هل قال أحد من المسلمين بجواز إهانة الخبز، وما سقط منه من اللباب؟ وبجواز وطئه بالأقدام؟ وما يجب على فاعل ذلك؟ وهل يجوز إلقاؤه في الأرض؟ وما قيل في تعظيمه: "عَظِّمُوا الخُبْزَ، فَإِنَّهُ مَا أَهَانَهُ قَوْمٌ إِلاَّ ابْتَلاَهُمُ اللهُ بالجُوعِ" (١)؟ وهل هذا الحديث صحيح؟ وهل ما قيل: "إنّ النبي ﷺ تسليمًا دخل على سيّدتنا عائشة، فوجد كسرة ملقاة في الأرض، فأخذها، وقبّلها، ووضعها على رأسه، ثمّ قال: يَا عَائِشَةُ! أَجلِّي نِعَمَ اللهِ، فَإِنَّهَا قَلَّ مَا نَفَرَتْ عَنْ قَوْمٍ وعَادَتْ إِلَيْهِمْ" (٢)؟ وهل هذا حديث أم لا؟

(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩/ ٣٩٧) عن أبي هريرة ﵁ بلفظ: "أكرموا الخبز فإنّ الله تعالى سخّر له بركات السماء والأرض، ولا تسندوا القصعة بالخبز، فإنّه ما أهانه ... " وذكره، وذكره الديلمي في الفردوس (رقم: ٢٠٠ و١٠٤٩) بدون إسناد، وضعّفه الشيخ الألباني ﵀ في الضعيفة (٤/ ٤٢٢)، وعزاه الحافظ ابن حجر في اللسان (٤/ ٢٦٧) إلى أبي سعيد الماليني في المؤتلف له، في ترجمة علي بن يعقوب بن سويد الورّاق، ونقل عن أبي سعيد بن يونس أنه قال فيه: كان يضع الحديث، وساق له هذا الحديث. وله شاهد عن ابن عباس ﵁ مرفوعًا بلفظ: "ما استخفّ قوم بحقّ الخبز إلاّ ابتلاهم بالجوع"، أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (١/ ٤٣٠) وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٩٥)، لكن لا يفرح به، قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، قال أحمد بن حنبل: إسحاق بن نجيح أكذب الناس، وقال: يحيى: هو معروف بالكذب، ووضع الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث، وقال الحافظ الذهبي في تلخيصه (رقم: ٦٢٥): فيه كذّابان: الحسين بن أحمد الصفّار، وإسحاق بن نجيح (٢) سيأتي تخريجه بعد قليل.

1 / 19