رجاء ونداء
ولي رجاء إلى كل القراء أن يبعثوا بملاحظاتهم وتصحيحاتهم وإردشاداتهم ونصائحهم إلى عنوان المؤسسة المطبوع في الكتاب، ولأصحاب المكتبات الخاصة التي حواها الكتاب أن يعيدوا النظر في المعلومات التي توفرت عن محتويات مكتباتهم ويكملوا النواقص ويصححوا الأخطاء التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخلوا من عمل كهذا.
ونداء ومناشدة حارة لكل أصحاب المكتبات الخاصة في اليمن والتي لم تدخل هذا الكتاب، أن يسمحوا بفهرسة محتويات مكتباتهم ولا يبخلوا بالمعلومات، فمثل هذا العمل هو خدمة لهم قبل أي أحد، وتوثيقا لمكتباتهم ومخطوطاتهم يمكن الرجوع إليه عند حدوث ضياع أو سرقة أو نهب لأي منها، إذ يستطيع صاحب المكتبة أو المخطوطة استرجاعها ولو من خارج البلاد إذا ثبت أنها كانت من محتويات مكتبته وتضمنتها فهارس موثقة في كتاب كهذا، كما أن فهرسة محتويات مكتباتهم ومعرفة موضوعاتها هو أقل واجب يتحتم عليهم أداؤه خدمة للعلم والدين، ووفاء للآباء والأجداد من الأولياء والصالحين، الذين خلفوا لهم مثل هذا التراث أمانة في أعناقهم يحملون وزر التفريط فيه، وسيسئلون عن كتمانها أو إهمالها أو العبث بها، وليثق كل المتخوفين والمتوجسين من هؤلاء ألا أحد مطلقا يستطيع أن يصادر أو يسرق أو ينهب حقوقهم وممتلكاتهم التي كفلها الشرع الحنيف.
وبإمكان الكثير من هؤلاء أن يفهرسوا هم أنفسهم مكتباتهم توثيقا وحفظا لها من الضياع، وأن يبعثوا بهذه الفهارس إلينا مع نبذة وافية عن المكتبة وتراجم من يريدونه من أفراد أو آباء أو أجداد الأسرة التي تمتلكها، وذلك بنفس الأسلوب الذي اتبعناه في هذا الكتاب وذلك في حالة عدم السماح بالوصول إليهم والنظر في محتويات مكتباتهم، وهنا أيضا أكرر النداء الحار بعدم التفريط في المخطوطات وبيعها مهما بلغت الحاجة إلا لجهات أو أشخاص أمينة لا تعبث أو تضيع أو تكتم أو تحرف مثل هذا التراث أو تسربه إلى الخارج وإلى المجهول!! وأن يسمحوا بتصوير مخطوطاتهم للباحثين والمحققين وطلاب العلم والمعرفة، كي تخرج إلى النور وتنشر النور، وتبعث النور، وتمحوا ظلمات الجهل ودياجير الضلالة، وتسهم في نهوض الأمة من سباتها وغفوتها.
بعض أصحاب المكتبات يتعاملون مع الباحث والمحقق وطالب العلم بعقلية عجيبة غريبة ويظنون به الظنون، ويصدون ويتكتمون، ويهملون ويضيعون، من حيث يحسبون أنهم يحفظون.
وبعضهم يأمل أن يحصل على ثروة كبيرة مقابل هذه المخطوطة أو تلك، وأن تصويرها يفقدها قيمتها ونشرها وتحقيقها يذهب من أهميتها، وفي هذا الخطأ كل الخطأ إذ أن قيمة المخطوطة في ذاتها وتأريخها ومواصفاتها، وعشرات المخطوطات القيمة هي لكتب مطبوعة مشهورة منتشرة، وندرة المخطوطة التي عندك تحملك مسؤلية عظمى أمام الله والناس وكتمانها كتمان للعلم ونشرها أو تيسيرها أمام الباحثين والمحققين أجره عند الله عظيم.
ولكم ضاعت عشرات العناوين وفقدت مئات المخطوطات دون أن تظهر إلى النور أو يستفيد منها طالب العلم لبخل بعض أصحابها ونفسياتهم الشحيحة، وقد تذهب المكتبة كاملة في حريق أو غرق أو تلف أو نهب وسطو بسبب نية أصحابها السيئة وحرصهم، أو أطماعهم التي تدخلهم في المحظور وتجلب عليهم المصائب والويلات وتحملهم أوزار مسؤلية الإهمال والتفريط والتقصير والحديث ذو شجون.
صفحة ١٩