هذا الكتاب
الفكرة والدافع
سبق أن تعرضت لما يمكن أن أسميه (نكبة التراث الإسلامي في اليمن) وما يلقاه من إهمال وعبث وسرقة ونهب وتنكر، مع أنه الأساس والجذور والهوية الفكرية والحضارية والتاريخية للأمة، وقد أحزنني هذا الواقع الأليم ورأيت أن من أوجب الواجبات على أمثالي ممن يمتلكون القدرة والجهد والمعرفة المحدودة العمل والاسهام في محاولة إنقاذ هذا التراث العظيم، وإخراجه من زوايا الإهمال والنسيان والضياع والتنبيه على الأخطار والكوارث التي تهدده، وأول الخطوات في هذا الصدد تتمثل في رصد وتسجيل وفهرسة وتصنيف الموجود من المخطوطات في المكتبات الخاصة في اليمن، دعما ومواصلة للجهود النادرة التي بذلت في هذا الصدد، ومشاركة في استمرارها واثرائها، ورغبة في أداء واجب يتحمل كل قادر مسؤلية التقصير فيه أمام الله والوطن والناس، وكانت البداية محاولات متواضعة لفهرسة بعض المكتبات الخاصة القريبة التناول، ومنها بعض مكتبات أسرة آل الوجيه ثم مكتبة جامع مدينة شهارة، وكان من أهم فؤائد هذه المحاولة المتواضعة اكتمال فكرة تأليف (كتاب أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم) التي دفعتني إلى المضي والاستمرار في البحث عن المكتبات الخاصة والحصول على موافقة أصحابها واكتساب ثقتهم بعد أن أدركوا أهمية هذا العمل وجدواه لهم أولا، فمضيت فيه متجاوزا للصعوبات، متخطيا للعقبات التي كان من أهمها خوف أصحاب المكتبات عليها وتهربهم من كشفها وكتمانهم لمحتوياتها.
وجاء الأخوة الأفاضل المخلصون في مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية واطلعوا على ما كنت قد بدأت به فشجعوا وباركوا هذا العمل واستعدوا لدعمه بما أمكن، فمولوا بعض الرحلات إلى محافظة صعدة وبعض المناطق وتبنوا تمويل صف وطباعة وتصحيح هذا الكتاب ليخرج كما هو عليه اليوم، وكان لهم الفضل والسبق في تبني فكرة الكتاب والعمل على تنفيذها، والإصرار على المواصلة والاستمرار.
صفحة ١٢