قلت: قال في النجم الزاهر في تفسير الباهر ما لفظه : وأما فضل التفسير فروينا عن الحسن [الحسن البصري] قال: (أنزل الله مائة وأربعة كتب من السماء أودع علومها منها أربعة التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم هذه الأربعة الفرقان، ثم أودع علوم الفرقان المفصل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها علم تفسير جميع كتب الله المنزلة، ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان). وهذا الحديث وإن كان موقوفا على الحسن لابد أن يكون مسندا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم متى ثبت كونه عن الحسن، وهو من أخبار الآحاد التي يجوز قبولها، ولكنه منطو على أشياء ليست من مسائل الإجتهاد فلا يكون قولا له، ولايصح أن يكون إلا بوحي الله تعالى فكان قويا من هذه الجهة جدا.
ثم قال عليه السلام :(من ذلك ذكر أسماء الله الحسنى، وذكر الحمد والشكر والثناء وذكر جميع ما خلق الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة في ذكر العالمين وأن الله تعالى مالك الدنيا والدين، وفيه ذكر العياذة والاستعانة، وهما يشتملان على جميع العبادات، وفيه ذكر الصراط المستقيم، والإشارة إلى غير المستقيم، وفيه ذكر المهتدين والذين أنعم عليهم رب العالمين، وفيه ذكر المغضوب عليهم، وذكر الضالين، والمغضوب عليهم الذين يتعمدون المعاصي، ويعلمون أنهم عاصون، والضالون فهم الذين يحسبون أنهم ناجون وهم عند الله هالكون).
صفحة ١١٣