مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد١٢٩-السنة ٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
فِي الْعَصْر الحَدِيث أَيْضا ثمَّة كتابات كَثِيرَة تعرضت لموضوع التناسب والترابط، وَإِن لم تلتزم هَذَا الْمنْهَج بِالذَّاتِ، وَمن غير أَن تكون محسوبة على (مدرسة الْأُمَنَاء) .. وَإِن كَانَت (الرُّؤْيَة البيانية) ذَات أثرٍ وَاضح فِيهَا، وَإِن لم تكن متفردة تَمامًا.
وأهم هَذِه الْأَعْمَال على الْإِطْلَاق وأكملها، تَفْسِير الْأُسْتَاذ سيد قطب - عَلَيْهِ رَحْمَة الله - (ت ١٩٦٦م) وَالَّذِي سَمَّاهُ (فِي ظلال الْقُرْآن)، وسنفرده بالْكلَام فِي المبحث التَّالِي بِإِذن الله.
وَمِنْهَا محاولة الشَّيْخ عبد المتعال الصعيدي ﵀ (ت١٩٥٨م) فِي كِتَابه (النّظم الفني فِي الْقُرْآن) وَالَّذِي استوعب فِيهِ الْكَلَام عَن سور الْقُرْآن سُورَة سُورَة، محاولًا خدمَة هَذَا الْجَانِب الْبَيَانِي - أَو الفني، بِحَسب تَعْبِيره -، بعد أَن نعى على الْمُفَسّرين قلَّة اهتمامهم بِهِ على مَا يَلِيق، فغاية مَا يَفْعَله بَعضهم - كَمَا يَقُول -: «أَن يُعنى بِإِظْهَار الْمُنَاسبَة بَين آيَة وَآيَة؛ فَلَا يَأْتِي فِي ذَلِك بالغرض الْمَطْلُوب، وَلَا ينظر فِي كل سُورَة نظرة عَامَّة، يعرف بهَا الْغَرَض الْمَقْصُود مِنْهَا، ثمَّ يقسمها إِلَى أَقسَام، يدْخل كل قسم مِنْهَا تَحت ذَلِك الْغَرَض الْعَام، وَلَا يخرج عَنهُ إِلَى أغراض أُخْرَى لَا تدخل فِيهِ. وَلِهَذَا وضعت كتابي (النّظم الفني فِي الْقُرْآن) فِي هَذَا الْمَوْضُوع الخطير، ليقوم بِهَذِهِ الْخدمَة الْعُظْمَى لِلْقُرْآنِ الْكَرِيم، مستعينًا فِي ذَلِك بهداية الله وتوفيقه، ومستمدًا من عونه وإرشاده» (١) .
وَمِنْهَا: (التَّفْسِير الحَدِيث) للأستاذ مُحَمَّد عِزَّة دَرْوَزة ﵀ (ت١٤٠٤هـ)، وَالَّذِي سلك فِيهِ طَريقَة تَفْسِير الْقُرْآن الْكَرِيم بعد تَرْتِيب سوره
_________
(١) النّظم الفني فِي الْقُرْآن، عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الْآدَاب - الْقَاهِرَة، من دون تَارِيخ نشر، ص ٤.
1 / 51