وتفرقت كلمتهم فاجتمعوا إلى رئيسهم وكان من المردة الكبار والعفاريت الطغاة يقال له العفريت المشقق الحوافر حوافره مثل حوافر البقر وصورته من أقبح الصور.
وشكوا إليه حالهم وأنهم لم يبق لهم على بني آدم سلطنة بواسطة شيخ ناسك فلا وسوستهم تعلق في أفكارهم ولا حيلتهم تنفذ في أسرارهم ولا قوتهم تنفذ في أبدانهم وإن استمر الحال على هذا المنوال لا يبقى لهم في الدنيا مقام ولا بين الناس كلام. فلما وعى العفريت هذه الدعوى وتأمل ما فيها من فحوى اشتعلت شرارة غضبه وتأججت أشواظ لهبه وقال لشياطينه: أمهلوني حتى أفكر في هذه القضية وأكشفها لكم عن شمس جلية فإن الأمور لا تنجح ما لم يتأمل في عواقبها ويشم نتائجها من فوائحها وتحقيق المسائل إنما يؤخذ من عالمها. وكان ذلك العفريت تحت أمره من الشياطين المردة والعفاريت العندة طوائف شتى وعالم لا يحصيهم إلا الذي فطرهم، وكان له من خواصهم ثلاثة وزراء كل منهم من المكر فطرهم، وكان له من خواصهم ثلاثة وزراء كل منهم من المكر والبلية آية وفي الشيطنة والوسوسة غاية فاجتمع بوزرائة وأكابر
1 / 40