مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة
الناشر
مطابع الجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
رقم الإصدار
١٤٠٦هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الفصل الثالث: إعداد النبي ﷺ وأصحابه للخروج إلى الحديبية
المبحث الأول: إعداد النبي ﷺ للخروج إلى الحديبية
...
المبحث الأول: إعداد النبي ﷺ للخروج إلى الحديبية:
كانت عداوة قريش للمسلمين لا تخفى على من له أدنى علم بأحداث الجزيرة في ذلك الوقت، فآخر هجوم قامت به على المدينة - كان قبل سنة فقط من خروج المسلمين لهذه الغزوة١ - حشدت فيه كل قواها المادية والمعنوية مستهدفة القضاء على المسلمين، وإبادة خضرائهم، لكن الله ردهم بغيظهم لم ينالوا خيرًا، فغيظهم على المسلمين يزداد يومًا بعد يوم، ومن المستحيل أن يمكنوا المسلمين من الدخول إلى مكة عن رضى منهم وطواعية، بل لن يتوانوا في الإيقاع بهم إن وجدوا سبيلًا إلى ذلك.
وكان النبي ﷺ وأصحابه على علم بعداوة قريش وحنقها لذلك فقد أخذوا أهبتهم وحيطتهم قبل خروجهم من المدينة.
قال ابن إسحاق: "واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه، وهو يخشى من قريش الذي صنعوا، أن يعرضوا له بحرب، أو يصدوه عن البيت، فأبطأ عليه كثير من الأعراب، وخرج رسول الله ﷺ بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب"٢ ا. هـ
_________
١ كان ذلك في غزوة الخندق، وهي في سنة خمس على الراجح. انظر: مرويات غزوة الخندق لإبراهيم عمير مدخلي ص ٣٥ - ٥٠.
٢ سيرة ابن هشام ٣/٣٠٨.
1 / 34