سادسًا: قال خَوَّات بن جُبير ﵁: نزلنا مع رسول الله ﷺ مرَّ الظهران قال: فخرجت من خِبائي فإذا نسوة يتحدثن، فَأَعْجَبْنني، فرجعت فاستخرجت عَيْبتي، فاستخرجت منها حُلَّة فلبستها وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله ﷺ من قُبَّتِهِ فقال: «أبا عبد الله، ما يجلسك معهن؟» فلما رأيت رسول الله ﷺ هبتُه واخْتَلَطْتُ، قلت: يا رسول الله جمل لي شرد، فأنا ابتغي له قيدًا؛ فمضى واتَّبَعْتُه، فألقى إليَّ رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خُضْرَة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره- أو قال: - يقطر من لحيته على صدره فقال: «أبا عبد الله ما فعل شِراد جملك؟» ثم ارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: «السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شِراد ذلك الجمل؟» فلمَّا رأيت ذلك تَعَجَّلْتُ إلى المدينة، واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي ﷺ، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فقمت أصلي، وخرج رسول الله ﷺ