شهداء أحد الذين ذكرهم ابن إسحاق في مغازيه
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون
سنة النشر
العدد ١٢٤ - ١٤٢٤هـ /٢٠٠٤م.
تصانيف
عاش ﵁ دون الستين ١ ودفن هو وعبد الله بن جحش في قبر واحد٢.
ورُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وسله قال: لولا أن تجد صفية لتركت دفنه حتى يحشر من بطون الطير والسباع، وكان قد مثل به يومئذ فقد بقرت٣هند بنت عتبة عن بطن حمزة ﵁ فأخرجت كبده وجعلت تلوك٤كبده ثم لفظتها فقال النبي صلى الله عليه وسله "لو دخل بطنها لم تدخل النار"، فلم يمثل بأحد ما مثل بحمزة، قطعت هند كبده وجدعت أنفه وقطعت أذنيه، وبقرت بطنه٥.
وعلّق ابن عبد البر رواية من حديث أبي هريرة ﵁ أن النبي صلى الله عليه وسله وقف على حمزة حين استشهد" فبكى ولما رأى ما مُثِّل به: شهق، فلم ير منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات" ٦.
ورثاه: كعب بن مالك - وقيل: عبد الله بن رواحة -بأبيات منها:
بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا ... لحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرسول
_________
١ ابن عبد البر، الاستيعاب: ١/٢٧٣، وابن حجر، الإصابة ١/٣٥٤.
٢ ابن عبد البر، الاستيعاب: ١/٢٧٣، وابن الأثير، أسد الغابة: ١/٥٣١.
٣ البَقْرُ: الفتح، والكشف (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: ١/١٤٥) .
٤ الَّلوكُ: أهون المضغ، أو مضغ صلب، أو علك الشيء (الفيروز آبادي، القاموس المحيط: ص ١٢٣٠) .
٥ ابن عبد البر، الاستيعاب: ١/٢٧٤، وابن الأثير، أسد الغابة: ١/٥٣٠.
٦ ابن عبد البر، الاستيعاب: ١/٢٧٥.
1 / 382