الزواج في ظل الإسلام
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وهكذا يصبح أمام المسلم أمور يجب أن يضعها نصب عينيه وهو يبحث في العلاقة بين الرجل والمرأة:
أولًا: أن الرجال والنساء جنس واحد وليسوا جنسين، فأصلهم واحد وهو آدم وزوجته قطعة منه، والرجال والنساء في الأرض بعضهم من بعض لا توجد نسمة إلا وفيها جزء من الرجل وجزء من المرأة وقد تحملت المرأة في الخلق والتكاثر ما لم يتحمل الرجل حيث كان رحمها مستقرًا ومستودعًا للنطفة، ومكانًا لاكتمال الخلق من البويضة النطفة إلى الطفل. وقد تحمل الرجل في مقابل ما تحملت المرأة الكدح في سبيل العيش والرعاية وبهذا توزعت الاختصاصات وتحمل كل شق من هذا الجنس الواحد جانبًا من جوانب استمرار الحياة وبقاء الحضارة: تحملت المرأة وهيأها الله أن تكون مستقرًا ومستودعًا للنسل حتى يخرج إلى الحياة، وأن يكون الرجل مكافحًا وعاملًا وكادحًا في سبيل الحصول على الرزق وبهذا تكتمل الصورة الواحدة.
ثانيًا: أن خلق الرجال والنساء على هذا النحو من أكبر آيات الله ﷾، ومن أعظم الأدلة على قدرته. وقد أرشدنا الله ﷾ في آيات كثيرة إلى التفكير في هذا الخلق كما قال تعالى: ﴿فلينظر الإنسان
1 / 13