مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة
محقق
محمود محمد محمود حسن نصار
الناشر
دار الجيل-لبنان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢هـ - ١٩٩٢م
مكان النشر
بيروت
عَنهُ وأوضحوا الْوَقْت الَّذِي تقدم الْإِرَادَة فِيهِ والارادة حَادِثَة عنْدكُمْ فَلَا يكادون يضبطون فِي ذَلِك وقتا موقوتا وَلَا يلقون لأَنْفُسِهِمْ بُيُوتًا
ثمَّ ذكر أَن الْمُعْتَزلَة استدلوا بظواهر من كتاب الله تَعَالَى لم يحيطوا بفحواها وَلم يدركوا مَعْنَاهَا مِنْهَا قَوْله تَعَالَى ﴿وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر﴾
قَالَ وَفِي الْجَواب عَن هَذِه الْآيَة مسلكان أَحدهمَا الجري على مُوجبهَا والتمسك بِمذهب من فصل بَين الرضى والإرادة وَالْوَجْه الثَّانِي حمل الْعباد على الموفقين للْإيمَان الملهمين بالإتقان وَهُوَ المشرفون بِالْإِضَافَة إِلَى الله ذكرا وَهَذِه الْآيَة تجْرِي مجْرى قَوْله تَعَالَى ﴿عينا يشرب بهَا عباد الله﴾ وَلَيْسَ المُرَاد جَمِيع الْعباد بل المُرَاد المصطفون
قلت وَيُؤَيّد الأول مَا سَيَأْتِي ذكره عَن زين العابدين وَيُؤَيّد مَا سَيَأْتِي عَن ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِير هَذِه الاية أَنهم المخلصون
وَفِي رِوَايَة أُخْرَى عَنهُ أَي لَا أرْضى لأوليائي وَأهل طَاعَتي هَذِه رِوَايَة عَطاء وَالْأولَى رِوَايَة الْوَالِي
وَقَالَ السّديّ لَا يرضى لِعِبَادِهِ الْمُؤمنِينَ أَن يكفروا
قَالَ الإِمَام أَبُو الْحسن الواحدي وَهَذَا طَرِيق من قَالَ بالتخصيص فِي هَذِه الْآيَة وَمن أَخذ أَنَّهَا على الْعُمُوم
قَالَ الْكفْر غير مرضِي لله من الْكَافِر وَإِن كَانَ بإرادته وَمَعْنَاهُ وعَلى هَذَا لَا يمدحه وَلَا يثني عَلَيْهِ
وَقَالَ بعض أَئِمَّتنَا أَي لَا يثيبه قَالَ بَعضهم أَي لَا يُحِبهُ
1 / 112