مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة
محقق
محمود محمد محمود حسن نصار
الناشر
دار الجيل-لبنان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢هـ - ١٩٩٢م
مكان النشر
بيروت
الصَّحِيح عَنهُ فِي حَدِيث يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ قَالَ على مَا سبق لَهُ فِي الْعلم لَا مخرجا بِهِ من علم الله وَإِلَى علم الله يصيرون
وَبِسَنَدِهِ أَيْضا أَنه سُئِلَ عَن الْقَدَرِيَّة فَقَالَ للسَّائِل لَا تجالسهم
وَبِسَنَد الطَّبَرِيّ إِلَى بَقِيَّته قَالَ سَأَلت الْأَوْزَاعِيّ الزبيدِيّ عَن الْجَبْر فَقَالَ التِّرْمِذِيّ أَمر الله وَقدرته أعظم من أَن يجْبر ويقهر وَلَكِن يقْضِي وَيقدر ويخلق ويجبل عِنْده على مَا شَاءَ
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ مَا أعرف الْجَبْر أصلا فِي الْكتاب وَالسّنة وَلَكِن الْقَضَاء وَالْقدر والخلق والجبل
وَمن الْفُقَهَاء السَّادة الْمَشْهُورين قَتَادَة روى الإِمَام الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى سعيد بن أبي عرُوبَة قَالَ سَأَلت قَتَادَة عَن الْقدر فَقَالَ تَسْأَلنِي عَن رَأْي الْعَرَب إِن الْعَرَب فِي جَاهِلِيَّتهَا وإسلامها كَانَت تثبت الْقدر
وَبِسَنَدِهِ الصَّحِيح إِلَيْهِ عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿أَنا أرسلنَا الشَّيَاطِين على الْكَافرين تؤزهم أزا﴾ قَالَ تزعجهم إِلَى الْمعاصِي إزعاجا
قلت وَهَذَا مَا اقتصرت أَيْضا عَلَيْهِ من كَلَام الْأَئِمَّة الْمَذْكُورين الَّذين اقتصرت عَلَيْهِم فِي الْفُقَهَاء الأجلة الْمَشْهُورين
وَأما الْمَشَايِخ العارفون الْأَوْلِيَاء المقربون فَسَيَأْتِي ذكر إثباتهم للقدر وَأَنَّهُمْ عَلَيْهِ مجمعون
وَأما أَئِمَّة الحَدِيث المتقنون الْحفاظ المسندون فقد اندرج ذكر بَعضهم فِي الْأَئِمَّة الْمَذْكُورين مثل الْإِمَامَيْنِ مَالك وَأحمد والإمامين سُفْيَان وسُفْيَان وَغَيرهم من الْفُقَهَاء الْمَذْكُورين وَمِمَّنْ ذكرت من الْعلمَاء التَّابِعين وَبَعْضهمْ تقدم ذكرهم فِي الْأَحَادِيث الَّتِي استدللت بهَا على
1 / 150