مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة
محقق
محمود محمد محمود حسن نصار
الناشر
دار الجيل-لبنان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢هـ - ١٩٩٢م
مكان النشر
بيروت
فالإمام أَبُو حنيفَة وَأَصْحَابه ﵃ فروى الإِمَام الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم قَالَ سَأَلت أَبَا حنيفَة من أهل الْجَمَاعَة قَالَ من فضل أَبَا بكر وَعمر وَأحب عليا وَعُثْمَان وآمن بِالْقدرِ خَيره وشره من الله وَمسح على الْخُفَّيْنِ وَلم يكفر مُؤمنا بذنب وَلم يتَكَلَّم فِي الله بِشَيْء
وروى الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن الْحسن صَاحب أبي حنيفَة قَالَ حَدثنَا أَبُو حنيفَة وَذكر سَنَده إِلَى مَسْعُود ﵁ قَالَ يكون النُّطْفَة فِي الرَّحِم أَرْبَعِينَ يَوْمًا الحَدِيث فَيَقُول رب ذكر أَو أُنْثَى شقي أَو سعيد وَمَا رزقه قَالَ مُحَمَّد وَبِهَذَا نَأْخُذ وَبِه كَانَ يَأْخُذ أَبُو حنيفَة الشقي من شقي فِي بطن أمه والسعيد من وعظ بِغَيْرِهِ
وَبِسَنَدِهِ إِلَى أبي يُوسُف صَاحب أبي حنيفَة قَالَ لَا تصل خلف جهمي وَلَا رَافِضِي وَلَا قدري
وَأما الإِمَام مَالك وَأَصْحَابه ﵁ فروى الْبَيْهَقِيّ عَنهُ أَنه قَالَ الْقَدَرِيَّة شَرّ النَّاس وأرذلهم وَقَرَأَ ﴿يضلوا عِبَادك﴾ الْآيَة
قلت يَعْنِي قَول نوح ﵇ ﴿إِنَّك إِن تذرهم يضلوا عِبَادك﴾ وَقَالَ أَبُو بكر الْأَبْهَرِيّ فِي شرح ابْن عبد الحكم عَن مَالك أَنه قَالَ فِي الْقَدَرِيَّة يستتابون فَإِن تَابُوا وَإِلَّا قتلوا قَالَ فَقلت لَهُ من الْقَدَرِيَّة عِنْد مَالك فَقَالَ روى ابْن وهب عَن مَالك أَنه قَالَ هم الَّذِي يَقُولُونَ إِن الله لَا يعلم الشَّيْء قبل كَونه
وروى الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ أَنه سُئِلَ مَالك عَن تَزْوِيج الْقَدَرِيَّة فَقَالَ ﴿ولعَبْد مُؤمن خير من مُشْرك﴾ وَبِسَنَدِهِ إِلَى يُونُس بن عبد
1 / 142