فسألتني باهتمام: ماذا تعني؟ - أعني معنى بريئا! - سامحك الله!
فتناولت يدها بين يدي وقلت: إني أتساءل عما يدفعك إلى حضن رجل آخر؟ - آخر؟! - أعني غير زوجك؟
فقالت وهي تسبل جفنيها في استياء: لذلك يضيق الناس بالمحققين!
ولكن باطراد اللقاءات استأنستها العادة فاستسلمت بحرية إلى تيار الذكريات الحميمة، وفي مناسبة ما قالت بصدق: تزوجت بعد قصة حب، حب عميق.
وكانت تعمل ممرضة وكان هو طبيب امتياز. - تبادلنا حبا جميلا كاملا، وأصارحك بأنني استسلمت في أول لقاء. - وتزوج منك؟ - كان شهما، كان محبا صادقا. - ما أجمل ذلك! - وعشنا طويلا كأسعد ما نكون فأنجبت له ثلاثة أولاد.
وسكتت فسألت: ثم ماذا؟
فأجابت كمن تفيق من حلم: لا شيء. - كيف حالكما اليوم؟ - حال عادية! - ماذا تعنين؟
فقالت ضاحكة: كل ذلك الوقت الضائع على حساب حبنا! - ممكن نواصل لقاءاتنا بعد عودته؟ - لم لا؟!
لم يعد يربطني بها إلا المجاملة ثم العادة. وازدادت هي رقة ومودة وحنانا حتى قالت لي يوما: لا أتصور حياتي بدونك.
فوجدت أن أسلم سبيل أن أجيبها بقبلة طويلة، ولكنها تساءلت في عناد: وأنت؟ - مثلك وأكثر. - لم تقل لي صراحة إنك تحبني.
صفحة غير معروفة