مراقي العزة ومقومات السعادة

سليمان اللاحم ت. غير معلوم
69

مراقي العزة ومقومات السعادة

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

الدمام - السعودية

تصانيف

وقرنه ﷿ بصفات المسارعين إلى مغفرته ﷿ وجنته، المتقين المنفقين، الكاظمين الغيظ، المحسنين، الذين يحبهم الله ﷿، فقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣، ١٣٤]. وقرنه ﷿ بالإصلاح، فقال تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: ٤٠]. وجعله ﷿ من الصبر الذي هو شطر الإيمان، فقال تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: ١٢٦]. وهو من صفات المصطفى ﷺ، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ﴾ [التحريم: ٣]؛ أي: عفا وتغافل عن بعضٍ صلواتُ الله وسلامُه عليه. ولهذا كان ﷺ يقول: «اللهم اغفِرْ لقومي فإنهم لا يعلمون» (^١)، وفي المغفرة عفو وسَتر. ولما سأله مَلَكُ الجبال أن يُطبِق عليهم الأَخْشَبَيْنِ، قال: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم مَن يَعبُدُ الله وحدَه، لا يشرك به شيئًا» (^٢) ولما دخل مكة فاتحًا عفا ﷺ عن قريش. وعفا عن غَوْرَث بن الحارث الذي استلَّ سيفه من الشجرة وأراد قتله (^٣). ونزل عليه ﷺ ثمانون رجلًا من التنعيم يريدون قتله، فعفا عنهم لَما قَدَرَ عليهم (^٤). وقد تكفل ﷿ بأجر من عفا وأصلح، فقال تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾

(^١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٧٧)، وفي استتابة المرتدين (٦٩٢٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٢)، وابن ماجه في الفتن (٤٠٢٥)، وأحمد ١/ ٣٨٠ (٣٦١١) من حديث عبد الله بن مسعود ﵁. (^٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق (٣٢٣١)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٥) من حديث عائشة ﵂. (^٣) أخرجه البخاري في الجهاد والسير (٢٩١٠)، وفي المغازي (٤١٣٥، ٤١٣٦، ٤١٣٩)، ومسلم في صلاة المسافرين (٨٤٣)، وأبو داود في الطهارة (١٩٨)، وأحمد ٣/ ٣٦٤ (١٤٩٢٨) من حديث جابر ﵁. (^٤) أخرجه مسلم في الجهاد والسير (١٨٠٨)، وأحمد ٣/ ١٢٢ (١٢٢٢٧) من حديث أنس ﵁.

1 / 73