الهرم. والمعنى وعلى الذين يقدرون على الصوم مع المشقة فدية. فمن تطوع خيرا كأن زاد في الفدية على القدر الواجب أو صام مع إخراج الفدية فهو أي التطوع خير له بالثواب وأن تصوموا أيها المرخصون لكم في الإفطار من المرضى والمسافرين والذين يقدرون على الصوم مع المشقة خير لكم إن كنتم تعلمون (184) ما في الصوم من الفضيلة ومن المعاني المورثة للتقوى وبراءة الذمة فإن العبادة كلما كانت أشق كانت أكثر ثوابا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي إن جبريل نزل بالقرآن جملة واحدة في ليلة القدر وكانت ليلة أربع وعشرين من رمضان من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا فأملاه جبريل على السفر فكتبوه في صحف وكانت تلك الصحف في محل من تلك السماء يسمى بيت العزة، ثم نزل جبريل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة مدة النبوة بحسب الحاجة يوما بيوم آية وآيتين وثلاثا وسورة. هدى للناس أي بيانا للناس من الضلالة وبينات من الهدى أي واضحات من أمر الدين فالهدى الأول محمود على أصول الدين، والهدى الثاني على فروع الدين والفرقان أي من الفرق بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام. فمن شهد منكم الشهر فليصمه أي من شهد منكم أول الشهر في الحضر فليصم كل الشهر. وشهود الشهر إما بالرؤية، وإما بالسماع فإذا رأى إنسان هلال رمضان وقد انفرد بتلك الرؤية ورد الإمام شهادته لزمه أن يصوم لأنه قد حصل شهود الشهر في حقه فوجب عليه الصوم، وإذا شهد عدلان على رؤية الهلال حكم به في الصوم والفطر جميعا، وإذا شهد عدل واحد على رؤية هلال شوال لا يحكم به أما إذا شهد على هلال رمضان فيحكم به احتياطا لأمر الصوم، أي يقبل قول الواحد في إثبات العبادة ولا يقبل في الخروج منها إلا قول الاثنين لكي يصوموا ولا يفطروا احتياطا ومن كان مريضا في شهر رمضان وإن كان مقيما أو على سفر أي متلبسا بالسفر وقت طلوع الفجر وإن كان صحيحا فعدة أي فعليه عدة من أيام أخر أي فليصم منها بقدر ما أفطر يريد الله بكم اليسر أي رخصة الإفطار في السفر ولا يريد بكم العسر أي لم يرد أن يوجد لكم العسر في الصوم في السفر. ولتكملوا العدة أي لكي تصوموا في الحضر عدة ما أفطرتم في السفر. وقرأ أبو بكر عن عاصم بفتح الكاف وتشديد الميم ولتكبروا الله عند انقضاء الصوم على ما هداكم إلى هذه الطاعة.
قال ابن عباس: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا. وقال الشافعي:
وأحب إظهار التكبير في العيدين، وبه قال مالك وأحمد وإسحاق، وأبو يوسف، ومحمد.
ولعلكم تشكرون (185) الله على رخصته. قال الفراء: قوله تعالى: ولتكملوا العدة علة للأمر بمراعاة العدة. وقوله تعالى: ولتكبروا الله علة ما علمكم الله من كيفية القضاء. وقوله تعالى: ولعلكم تشكرون علة التسهيل وإذا سألك عبادي عني أي عن قربي وبعدي
صفحة ٦١