ولكننا الآن في عصر جديد نقول فيه بديمقراطية الشعب.
ديمقراطية الشعب كله، وليس ديمقراطية نصفه ثم إهمال النصف الآخر.
لقد كان الاستعمار ينكر الديمقراطية على رجالنا.
ولكن رجالنا، أو بعضهم من الجامدين المتخلفين، ينكرون هذه الديمقراطية على نساء مصر، على نصف الشعب المصري.
وهذا مع أن أي منطق يقول، بل يصرخ، بأنه لا يمكن ارتقاء شعب إذا كان نصفه فقط هو الذي يتولى الأعباء ويكلف الواجبات الوطنية والاجتماعية. ولذلك سنبقى متخلفين اجتماعيا، وفقراء اقتصاديا، إلى أن نساوي بين الجنسين ونجعل المرأة تنتج كالرجل سواء وتمارس حقوقها الاجتماعية والدستورية والمدنية مثله سواء.
يجب أن ننهض بالشعب كله وليس بنصفه.
ثم يجب ألا نهمل الرموز.
إن ارتقاء المرأة رمز لارتقاء الشعب.
وقد حفظ الأوربيون هنا كلمات ورموزا سيئة، بل غاية في السوء. ولذلك يجب أن نلغيها ونمسحها من رءوسهم بأن نجعل منا وزيرات، وأيضا سفيرات، كما فعل نهرو ؛ حتى يراهن الأوربيون فينكروا ما تعلموه عنا.
إني أستطيع أن أذكر أسماء خمسين بل مائة سيدة مصرية يمكن أن نجد فيهن من تليق لعمادة الكليات أو إدارة الجامعات، ومن تليق بأن تكون سفيرة أو وزيرة. بل أزيد على ذلك بأن أقول بأنه لو كانت لنا وزيرات في الحكومات السابقة للثورة لما تردينا إلى الهوة التي أردانا فيها فاروق ووزراؤه من الإقطاعيين الذين كان ينشد معظمهم من الوزراء شراء الضياع وبناء القصور وشراء السيارات والذهبيات، والاصطياف في الإسكندرية أو فيشى.
صفحة غير معروفة