مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
64

مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

ولاشك أن الداعية إذا سلك هذه المسالك الحكيمة اكتسب الحكمة بتوفيق الله تعالى. المطلب الرابع: الخبرات والتجارب التجربة لها الأثر العظيم في اكتساب المهارات والخبرات، وهي من أعظم طرق اكتساب الحكمة، والتجربة لا تخرج الحكمة عن كونها فضل الله يؤتيه من يشاء؛ فإنه المعطي الوهّاب ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ الله﴾ (١)؛ ولكنه سبحانه جعل لكل شيء سببًا يوصل إليه. والتجربة في العلم: اختبار مُنظِّم لظاهرة أو ظواهر يراد ملاحظتها ملاحظة دقيقة منهجية؛ للكشف عن نتيجةٍ ما، أو تحقيق غرضٍ معين، وما يعمل أولًا لتلافي النقص في شيءٍ وإصلاحه (٢)، ويُقال: جَرَّبَهُ تَجرِبَةً: اختبره، ورجل مجرب، كمعظم: بُلِيَ ما كان عنده، ومجرِّب: عرف الأمور (٣)، تقول، جربت الشيء تجريبًا: اختبرته مرة بعد أخرى، والاسم التجربة، والجمع التجارب (٤). وعن معاوية ﵁ قال: «لا حكيم إلا ذو تجربة» (٥). ومن المعلوم أن الحكيم لابد له من تجارب قد أحكمته، ولهذا قيل:

(١) سورة النحل، الآية: ٥٣. (٢) المعجم الوسيط، مادة: جرب، ١/ ١١٤. (٣) القاموس المحيط، باب الباء، فصل الجيم، ص٨٥. (٤) المصباح المنير، مادة جرب، ص٩٥. (٥) البخاري، كتاب الأدب، باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، موقوفًا على معاوية مجزومًا به، بعد الرقم ٦١٣٢.

1 / 67