مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
150

مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ (١). وعن سعد بن أبي وقاص ﵁ قال الأعمش: ولا أعلمه إلا عن النبي ﷺ: «التُّؤَدَة (٢) في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة» (٣). المطلب الثالث: علاج الاستعجال يمكن التخلّص من الاستعجال بأمور، منها: ١ - العلم بأن وعد الله آتٍ لا ريب فيه، فإن كان الاستعجال بنزول العذاب على المخالفين، فليعلم المستعجل أنما هي آجال محدودة، ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ (٤)، وإن كان استعجال النصر قبل التمكن من أسبابه فليعلم المستعجل أن الله مُتمُّ نوره ولو كره الكافرون. ٢ - النظر إلى سنن الله في الغابرين الذين استعجلوا العذاب، فأصبح لا يُرى إلا مساكنهم عبرة لكل معتبر؛ ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ ...﴾ (٥). ٣ - عدم وقوع الأمر على وفق استعجال المستعجل قد يكون رحمة من

(١) سورة الأنبياء، الآية: ٩٠. (٢) التُّؤَدَة: التأني. انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي،٣/ ٢٧٧،وعون المعبود، ٣/ ١٦٥. (٣) أبو داود، كتاب الأدب، باب الرفق، برقم ٤٨١٠، والحاكم بلفظه وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، ١/ ٦٤، وانظر: صحيح سنن أبي داود، ٣/ ٩١٣. وذلك لأن الحزم بذل الجهد في عمل الآخرة؛ لتكثير القربات ورفع الدرجات لأن في تأخير الخيرات آفات. انظر: فيض القدير، ٣/ ٢٧٧، وعون المعبود، ٣/ ١٦٥. (٤) سورة إبراهيم، الآية: ٤٢. (٥) سورة الرعد، الآية: ٦.

1 / 155