مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

العز بن عبد السلام ت. 660 هجري
51

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

محقق

إياد خالد الطباع

الناشر

دار الفكر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

وَمِنْهَا التحمد إِلَيْهِم بِمَا يُوجب ذمَّة عِنْد الله تَعَالَى وَمِنْهَا إرضاؤهم بالتعرض لسخط الله تَعَالَى مَعَ حبوط عمله يَوْم فقره وفاقته وَالله لَو لم يكن إِلَّا خجلته بَين يَدي رب الْعَالمين إِذا عرض عَلَيْهِ إقباله على النَّاس وإعراضه عَن الله تَعَالَى لَكَانَ ذَلِك من أعظم الْعُقُوبَات وأوضعها وَمِنْهَا أَن رضَا النَّاس عَنهُ غَايَة لَا تدْرك ومطلوب لَا يملك فقد يُرْضِي بَعضهم مَا يسْخط الآخرين وَمِنْهَا أَن مَا ينَال مِنْهُم لَو حصل لَهُ مَعَ تعرضه لَهَا بالآفات لَكَانَ من أخسر الخاسرين مَعَ أَنه يجهل مَا يحصل لَهُ من الْمنزلَة فِي قُلُوب النَّاس مِمَّا يظهره من أَعماله وريائه وَلَا يَأْمَن أَن يطلعهم الله تَعَالَى على ريائه فيمقتوه ويحرموه ويضروه وَلَا ينفعوه فيخسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين وَلِأَنَّهُ إِن راآى لدفع الضَّرَر كَانَ مَا يَنَالهُ من ضَرَر الْآخِرَة أعظم من الضَّرَر الَّذِي راآهم بِهِ دفعا لَهُ وَإِن راآهم لجلب نفع كَانَ الَّذِي يفوتهُ من نفع الْآخِرَة أعظم من ذَلِك النَّفْع وَقد يطلعون على ريائه فيفوته النفعان وَإِن راآهم ليمدحوه أَو ليعظموه وليوقروه كَانَ مَا فَاتَهُ من مدح الله تَعَالَى فِي ذَلِك كُله على ريائه فيفوته ذَلِك كُله مَعَ عَظِيم مَا تعرض لَهُ من غضب الله تَعَالَى

1 / 62