مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

العز بن عبد السلام ت. 660 هجري
127

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

محقق

إياد خالد الطباع

الناشر

دار الفكر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

الْعقَاب وَأَن أكْرم النَّاس عِنْد الله أَتْقَاهُم وَأَن رَسُول الله ﷺ قَالَ لابنته فَاطِمَة وَعَمَّته صَفِيَّة ﵄ (لَا أُغني عنكما من الله شَيْئا) وَأَن الأحساب لَيست من أَسبَاب الثَّوَاب وليعلم أَن أسلافه الَّذين يفتخر بهم إِنَّمَا شرفوا بِطَاعَة الله ﷿ وَاجْتنَاب مَعْصِيَته وَقد كَانَ أَبُو طَالب وَأَبُو لَهب من اقْربْ النَّاس إِلَى رَسُول الله ﷺ فَلم يغن ذَلِك عَنْهُمَا من الله شَيْئا وَلَا يغتر بِمَا رُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ من الشَّفَاعَة لبني عبد الْمطلب فَإِن الله ﷿ لَا يشفع فِي أحد من ذَوي الأحساب وَلَا من غَيرهم إِلَّا لمن ارتضى مِنْهُم فَهُوَ وَغَيره مِمَّا لَا حسب لَهُ فِي ذَلِك سَوَاء وَقد يبلغ الْحمق بأحدهم بِأَن يعجب بالانتماء إِلَى جمَاعَة من أكَابِر مُشْركي الْعَرَب وينفي الْإِعْجَاب بذلك بِأَن يعلم أَن الَّذين افتخر بهم عِنْد الله ﷿ وَعند عباده الْمُؤمنِينَ شَرّ من الْكلاب مَعَ التخليد فِي الْعَذَاب وَلَو تصاغرت بِهِ نَفسه إِلَى الانتماء إِلَى هَؤُلَاءِ لَكَانَ أولى بِهِ وأحمق من هَؤُلَاءِ من يعجب بالانتماء إِلَى الْمُلُوك الْمُشْركين من غير الْعَرَب استعظاما لقدره ونسيانا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ من السخط وَالْعَذَاب وينفي الْإِعْجَاب بذلك بِأَن يعلم أَن

1 / 138