يسكن بيتا من الطين ، وأتباعه يجتاحون قصور كسرى وقيصر فاتحين ، يلبس القميص المرقوع ، ويربط على بطنه حجرين من الجوع ، والمدائن تفتح بدعوته ، والخزائن تقسم لأمته .
إن البرية يوم مبعث أحمد
بل كرم الإنسان حين اختار من
لبس المرقع وهو قائد أمة
لما رآها الله تمشي نحوه
نظر الإله لها فبدل حالها
خير البرية نجمها وهلالها
جبت الكنوز فكسرت أعلامها
لا تبتغي إلا رضاه سعى لها
ماذا أقول في النبي الرسول ؟ هل أقول للبدر حييت يا قمر السماء ؟ أم أقول للشمس أهلا يا كاشفة الظلماء ، أم أقول للسحاب سلمت يا حامل الماء ؟
يا من تضوع بالرضوان أعظمه
فطاب من طيب تلك القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
اسلك معه حيثما سلك ، فإن سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، نزل بز رسالته في غار حراء ، وبيع في المدينة ، وفصل في بدر ، فلبسه كل مؤمن فيا سعادة من لبس ، ويا خسارة من خلعه فقد تعس وانتكس ، إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب ، وإذا لم يكن الفرس مسوما على علامته فلا تركب ، بلال بن رباح صار باتباعه سيدا بلا نسب ، وماجدا بلا حسب ، وغنيا بلا فضة ولا ذهب ، أبو لهب عمه لما عصاه خسر وتب ، سيصلى نارا ذات لهب .
الفرس والروم واليونان إن ذكروا
هم نمقوا لوحة بالرق هائمة
فعند ذكرك أسمال على قزم
صفحة ١٦