============================================================
معرفة الله تعالى بأنه ليس كما عرفه من صور الأشياء. وليس في وسع الأحد أن يعرف
فبأي دليل علم أنه ليس كالأشياء؟ عرفونا ذلك لنريكم فساده وتناقضه.
وأيضا فإن في هذا القول فص1 التناقض، لأن كل شيء من الأشياء، ولو أدنى شيء، فإنه شيء، لا كالأشياء بما فيه من الخاصية والطبع والصورة والكمية والكيفية.
وليس شيء في المشاهد البتة هو مثل شيء آخر، فضلا عن الأشياء. ولو قالوا: إن الله - تعالى عن القبائح - شيء، لا كشيء، كان ذلك من المحال الظاهر، وأبعذ عن قولهم: إن الله شيء، لا كالأشياء. وكيف وحد شيء يكون لا كالأشياء حتى ينزه الصانع عما و جد فيمن دونه من الأشياء؟ وإنما يستقيم هذا القول إن ثبتت الشيئية فيه أن يوجد كل شيء في الخلق مثل الأشياء. فيكون تنزيهه حينثذ أن يكون هو شيء، لا كالأشياء. خرج هذا القول عن الاستقامة ودخل في التناقض. فاعرفه.
1فص الأمر: أصله وحقيقته. وفص الشيء: حقيقته وكنهه. لسان العرب افصص.
صفحة ٨٥