============================================================
بارزان بقوة تأييده. أوعز إلى الأئمة النفخ فيهما، أعي في التنزيل والشريعة، وأن يستخرجوا تأويلها ليصيرا نارا يستضاء ها في مهامه التيه، ويستعمل في الإشراف على الخفيات التي بها غذاء [262] الأرواح.
و إذا كان حال النفخ المطلق ما رسمناه، وكان الصور على ما روي في الأخبار قرن يد ملك ينفخ فيه، يكون منه بعث الأموات وحشر الخلائق. والقرن واحد القرون زمان يمتد، يكون للأنفس الجزئيات فيه اتصال بالأشخاص الإنسانية. فالنفخ في القرن هو النفخ في أصل ذلك القرن بالتأييد الجاري إلى صاحب ذلك القرن. فيكون من نفخ قرغ في قرن و ما فيه من أهل. ثم يكون من نفخ آخر في قرن آخر قيام، ونظر إلى ما اكتسبته الأنفس
من خير وشر. ثم يكون بعده شروق العلم بنور صاحبه. ولو علم الناس أن محاري أفعال الله في السر والكتمان أكثر منها في الظهور والإعلان، لما التمسوا للنفخ في الصور مثالا من الظاهر حتى مثلوه بنافخ ينفخ في قرن. وما أبعده عن هذا المثال! لأن النفخ في الصور تدبير و فساني روحاني. وهو أخفى من أن يكون للأمثلة نحوه سبيل، بل لموعه في أجزاء، غير متجزية، يتمكن في الأنفس عند غايتها آتار شريفة، غير مشاهدة في القرون للماضية مثلها.
وأهل الجهل عن أمارته {ساهون)،2 وعن مقدماتها{ غفلون).* فطوبى لمن عمل النفخ فيه، فأحياه! ونعما لمن انقاد له، فناجاه!
أما لأهل الجهل بالنفخ الطبيعي اعتبار، بأنه كيف ينفخ في المواليد، الجزء بعد الجزء حيث لا سبيل للحس إلى تفصيله وتقسيمه والإشراف عليه. وإن المواليد تقبل الأجزاء (263] على التعاقب والتوالي إلى أن تظهر الصور الطبيعية في أشخاصها مجلاة بكميتها وكيفيتها، وإضافتها ومكانها وزمانها، وجدتها ونصبتها، وفاعلها ومفعولها. وإذا كان النفخ كما في ز، وفي ه: ليصيرا.
، تلميح إلى آيات قرآنية مثل سورة الذارايات 51: 11 وسورة الماعون 5:107.
، تلميح إلى آيات كثيرة من القرآن مثل سورة يونس 7:10 وغيرها.
314
صفحة ٣١٤