198

============================================================

الأرض من جهة واحدة؛ واستعلاء الهواء على الماء من جهة واحدة؛ واستعلاء النار على الهواء من جهة واحدة. ووجدنا استعلاء الأفلاك على الأمهات من جسميع الجهات خلاف ذلك. كذلك يجب أن يكون للنفس في استعلائها على الأفلاك خلاف1 ذلك، إذ الأفلاك يعلو بعضها بعضا من جميع الجهات. وحب أن يكون استعلاء النفس على الأفلاك لا من جهة التسطح، بل من جهة الإشراف والإحاطة العلمية. فتحسبها إن ارادت كما هي تحتها مدورة كرية، وتحسبها إن شائت ككرة جرمان،3 وتحسبها إن أحبت كبيت هي ساكنها، وتحسبها إن اختارت ككرسي هي قاعدة عليها؛4 وتحسبها إن اشتهت كما هي مقصود صانعها كرة مدورة للابلاء والإنشاء، ليظهر لإبلائها وإنشائها الصور الحسان التي تعود إلى عالم النور والبهجة عند الملك المبدع الحق. ومن صفت يته وقف على ما سترنا في هذه اللفظة{ والله يهدى من يشآء إلى صراط ستقيم).. فقد صح استعلاء النفس على الأفلاك ليس كاستعلاء الأفلاك على الأمهات. فاعرفه.

لما كانت حركة الكل لا في مكان، كانت إحاطة النفس به إحاطة غير [154] مكانية، لأنه لو كانت إحاطة النفس به إحاطة مكانية كانت حركة الكل في مكان. وإذا كانت حركته في مكان، كان خارجه أجرام مثله، لأنا هكذا شاهدنا أن حركة أجزاء الأمهات إنما كانت في مكاني، لأن خارج كل جزء منها من أجزاء المتشابهة له أضعاف ذلك الجزء. فلو وضعنا أن حركة الكل مكانية، وجب أن يكون خارجه أجزاء جحرمية متشابهة له. ثم لا بد لتلك الأجزاء الجرمية من أن تكون حركتها في مكان، أم لا في مكان. فإن كانت في مكان لزمها ما لزم الكل من أول المعارضة. وإن كانت لا 1 ز: حال خلاف.

ز: اذا.

3 ككرة حرمان: كما في ز، وفي ه: ككر ... [بياض بقدر كلمتين.

4 ز: عليه.

ه ز: اللقطة 1 سورة البقرة 2: 4213 سورة النور 24: 46.

صفحة ١٩٨