============================================================
ليس بسواءا بمفارقة الأنفس الأبدان. فإذا امتنع للأنفس بعد مفارقتها الأبدان جاورة الأشخاص، امتنع لها الاستدلال بالمشاعر التي تجاور الأشخاص. وإذا امتنع لاستدلال بالمشاعر،2 امتنع لها الانحصار في الزمان. وإذا تخلصت من حصر الزمان المقيم واعتقاب الزمان للمنتظر، استغنته عن المعارف الي ثلاثم الأزمنة. وإذا استغنت عن المعارف التي [133] ثلاثم الأزمنة، كانت تلك المعارف جوهرية متباعدة عن الغير والاستحالات. والمعارف التي تتباعسد عن الغير والاستحالات نو الذي منه2 ينبعث كل معرفة في الخواطر الإنسيسة والأذهان الفكرينة، وبمقدار ما ينبعث في كل أحد من المعارف، ومن صفوتها وكدورتها، وخطائها وصوابها، وحقها وباطلها، وقت أحاد النفس بالبدن يكون4 ظفر النفس بالمعارف الجوهرية بعد مفارقتها البدن بما هو أضواء من المعارف الجوهرية، وهم المؤيدون. ثم تكون الدرجات بين أهل العلم على مقدار صفوتهم. ومن لم يذق من العلم إلا علم ما يأكله ويشربة ويتمقع به، كان حرمانه5 من المعارف الجوهرية ما يكون سبب عقوبته ووقوعه في الدركات.
والدليل على ما ذكرنا أن المعارف الجوهرية لا يقترن بها الأزمنسة الثلاثة من الماضي والمقيم والمنتظر. إنه كثيرا ما يقع في خلد البارع في حكمته، أو السابق بصفوته، علوم كثيرة في خطرة واحدة، تزدحم تلك المعارف في فكرته كأنها تقطر من نور ساطع. إن أمكن تقسيمها لم تتسع أجسزاء17 الزمان لدركها والإحاطة ها.
وما يضيع بالمزدحم في الفكرة من المعارف الي لا يتسع جزء الزمان لدركها. وقد 1 ز: يستوي.
، إن ناسخ نسخة ه أو الذي أعاد النظر فيها لاحظ خللا في العبارة، فعمل علامة في النص وكذلك في الحاشية مشيرا إلى تصحيح الخطأ، ولكنه نسي أن يصحح الخطأ أو يضيف العبارة الساقطة في غفلة منه.
3 كما صححناه، وفي ه: الا منه. ز: نوعا لها الذي.
، كما في ز، وفي ه: بكون.
ه كما في ز، وفي ه: حزماته.
وز: لسابق.
" كما في ز، وفي ه: لم تسع جزء.
174
صفحة ١٧٤