160

============================================================

الدوائر واسطة بين الحي الناطق المؤيد وبين التأيد، كيف أمكنه الإشراف عليها والاخبار عنها؟ فلما صارت الدوائر واسطة بينه وبين التأييد النفساني1 خرج من حد قوة الناطقة إلى حد الفعل. كذلك النفس الكلية، لو لم تكسن طبيعة ذوها تقبل بها الفوائد العقلية المفاضة عليها، ما خرجت من حد القوة إلى حد الفعل.

فاعرفه.

وهكذا لولم يكن فوق النفس عقل مفيد يفيدها الأصباغ الروحانية، ليكون دكومة" حركتها إلى الإشراف على تلك الأصباغ محرجة لها من حد قوتها إلى فعلها، ولنمثل لها مثالا من المنطق الذي هو غريزة النفس، فنحعل2 النطق مثالا للنفس الكلية وما يقع النطق عليه من الأسماء والنعسوت [122] والصفات مثال العقل، والأصوات والحروف التي يظهر ها المنطق مثال الطبيعة. ثم أقول: لو لم يكن التفاح موحودا، والصفرة موجودة،4 ما خرج النطق بما فيه من قوة التفاح وصفته الني هي الصفرة. وكذلك لو لم يكن الصوت موجودا،5 وحروف التاء والفاء والألف والحاء والصاد والفاء والراء والهاع،1 لم يكن للمنطق عيان" عن اسم التفاح وصفته. فلما وجدارت] الصور والحروف أمكن للمنطق الخروج من حد قسوته إلى حد فعله بأن خرج منه تفاح أصفر. فقد صح أن النفس، إن لم تكن متوسطة بين الطبيعة وبين العقل، ما خرحت من حد القوة إلى حد الفعل. فاعرفه إن شاء الله تعالى.

وكما صححناه وفي النسختين: النفسانية.

2 ز: دحومية.

3 كما في ز، وفي هس: قتحعل.

كما صححتاه وفي النسختين: لو لم يكن تفاح موجود وصفرة موجودة.

ه كما صححناه وفي النسختين: لم يكن صوت موحود.

دز: حرف الثاء والتاء والفاه والهاء والصاد والقاف والتاء والهاء.

2 ز: عبارة.

صفحة ١٦٠