============================================================
الفز الأول: في النظر وإدراك الحق ومخالفوه يزعمون أنهم يثبتون خطأ ما ذهب إليه بالهندسة، ومن يصحح منهم أمر الاضطرار يزعم أنه يصخ قوله في ذلك بالهندسة. والكندي يذكر فيه غلطا، وأنه ليس بصحيح، وأنه يبين صحة مذهبه بالهندسة، وبعضهم يزعم أن السمك في الماء يتنفس، وبعضهم يقول: إنه لا يتنفس في الماء ولا في غير الماء، وبعضهم يدعي أن المحسوسات تنطبع في الحواس، وبعضهم يقول: بل قوى الحواس تتصل بالمحسوسات.
وقد رأينا من كان يذهب إلى أنه لا حقيقة لشيء من العلوم إلا للرياضيات(1) انتقل إلى ما يخالف ذلك، ورأينا من يخالف ذلك انتقل إليه.
ثم يقال لهؤلاء الذين زعموا أنه لا حقيقة لشيء من العلوم إلا للرياضيات والهندسة من طريق من طريق الهندسة والرياضيات: علمتم أنه لا حقيقة لها أم من غير ذلك؟ فإن زعموا أنهم بالرياضيات والهندسة علموا ذلك كابروا، وإن قالوا بغيرها نقضوا أصلهم، وأقروا أن شيئاما قديعلم، لا من طريق الرياضيات والهندسة.
وقد زعم قوم أنه لا ينبغي للمسترشد أن يأخذ إلا بما أدركثه حواشه أو اضطر إليه، وهم يقربون من هؤلاء الذين ذكونا مقن يذهب مذهب الفلسفة.
ثم يقال لهم: أي الحواس والاضطرار علمثم ما ادعيتموه من هذين (2)؟ هذا القول... في الحواس والاضطرار؟ فإن قالوا: بالحواس والاضطرار علمنا ذلك، كابروا، وعلم كذلك،.../ حواسنا لا تدرك ما قالوا، ولسنا مضطرين إليه، وما1: أدرك بالحواس والاضطرار لا يقع فيه اختلاف إلا من معاند كالشوفسطائية.
وإن قالوا بغير الحواس نقضوا أقوالهم، وأقروا بأن شيئا ما قد(2) لا من طريق (1) ورد في المخطوط: الرياضات، وجرى عليها الناسخ وصوابها: الرياضيات: (2) في الأصل "هذان" وأثيتنا الجادة.
(3) كذا في الأصل، لعله: قديدرك.
صفحة ٧٧