============================================================
الفن الأول: في النظر وادراك الحق 73 وليس يجوز من أجل ما ذكرنا أن يقيم البالغ الصحيخ عقله دهره الأطول وهو كلما أقيمت عليه الحجة اعتمد عليه يقول: لسث ممن قد حذق في النظر ولا ممن يعرف علل المخالفين ومذاهبهم ولم يتبين لي حال النظر وأرجع إلى أصحابي؛ لأن هذا لو جاز ما لزمت يهوديا ولا نصرانيا حجة أبدا، بل يجب عليه أحد أمرين: اما أن يكون رجلأ يريذ الفحص والنظر ويعزم عليهما، فالواجب عليه أن يصرف شغله إلى طلب الصواب بالفحص والبحث الشديد، ثم لا يقلع حتى يظهر له الحق بحجة، فيعتمده ويعزم عليه، ويكون من المناضلين عنه المجادلين دونه.
أو يكون ممن يلزم الحجة فيقف عندها ولا يتجاوزها، ثم كلما ورد عليه شيء مما جرى فيه الاختلاف اعتقد أنه وافق الجملة مما ورد عليه فهو صحيخ، وما خالفها ونقضها فهو باطل، ولا يعين قوما على قوم، ولا يتولى ولا يبرأ إلا على الجملة، وعلى ما خالفها أو وافقها. وهذه الجملة التي عليها الجمهور والمشايخ والعجائز والعامة المشتغلة بحرتها وزرعها السليمة عن الشبه والاختلاف.
و تفسيره أن يعلم أن الله جل ذكره قديم وما سواه محدث، وأنه حي لا يموت، وأنه واحد لا ثاني معه ولا شريك له، وأنه لا يشبهه شيء، وأنه العالم الذي لا يخفى عليه شيء، والقادر الذي لا يعجزه شيء، وأنه عدل لا يجور، حكيم لا يعبث في رسالته (صادق لا يخلف. وأن كل ما قضاه وقدره ففيه الخيرة والصنع، وأنه لا صانع لصنعه كله غيرة، وأنه لا حؤل ولا قوة إلا به، وأن ماشاء كان، وأن ما لا يشاء لا يكون، وأن أمره نافذ في خلقه، وأنه لا مرد
صفحة ٧٣