158

============================================================

مقالات البلخى 23) سا وأنه وإن كان العباد يقدرون بالقدرة التي خلقها [الله) فيهم، على أن يفعلوا ما لا يرضاه ولا يحبث ولم يأمز به ولم يرده، وما يسخطة، فليسوا بغالبين له، بل هو الغالب لهم القاهز؛ لأنه لو شاء منعهم ما لا يريل، ولأجبرهم على ما يريد ولكنه حلم عنهم، وأمهلهم إلى يوم الجزاء والحساب، وأراد جل وعز أن يؤمنوا طوعا لاكرها، لتصح المحنة والابتلاء، وليستحقوا أفضل درجات الثواب.

وأنه لا يكلف عباده ما لا يطيقون، ثم يعذبهم على تركه، ولا يحول بين أحد وبين ما أمر به بوجه من الوجوه، وأنه لا يفعل بعباده مؤمنهم وكافرهم ما دام آمرا لهم بطاعته، ناهيا لهم عن معصيته إلى ما فيه صلاخ لدينهم الذي أمرهم به، وما هو داع إلى طاعته والإيمان به والوجوع عن معصيته إلى اتباع آمره.

وأنه لا فطور في خلقه، ولا تفاؤت في تدبيره، وأن كل ما قضاه وقدره ففيه الخيرة، وأن الواجب الوضاء بكل ما قضاه وقدره، والتسليم لذلك.

والإنكار والرد له والتكذيب به كفر وضلال، وهذا هو العدل.

وأجمعوا أنه عز وجل لا يغفر لمرتكبي الكبائر إلا بالتوبة، وهذا هو القول بالوعيد.

وأجمعوا أن الفاسق المرتكب للكبائر لا يستحق أن يسمى بالاسم الشريف الذي هو الإيمان والإسلام، ولا بالكفر، بل يسقى بالفسق كما سماه اللك وأجمع عليه أهل الملة، وهذا هو القول بالمنزلة بين المنزلتين.

وأجمعوا أن على المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجبان

صفحة ١٥٨